اميرة الورد نجم نجوم المنتدى
الجنسيه : مشآرڪآتي : 920 العمر : 16 الموقع : ارض الله واسعه في مكان لايوجد فيه خبث او مكر المزاج : استغفر الله العظيم من كل اثم عظيم عضـِـوْيُتـًے : 56 بُـلاآآدٍيـے : عارض احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: صفــــــــــــا ء النفـــــــــــــــــس .... مواصفات وأجـــــــــر ... الثلاثاء 26 أكتوبر 2010, 18:20 | |
| إخوتي وأخواتي المحترمين
لقد امتدح الله جل جلاله المؤمنين الذين صفت نفوسهم وطهرت قلوبهم فلم تحمل حقدًا على أحد من المؤمنين بقوله جل جلاله في محكم آياته : لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ , وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ , وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلأِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ . الحشر الآيات : 8 ــ11 .
وقد تضعف النفس أحيانًا فتبغض أو تكره لكن لا تستقر هذه البغضاء في نفوس المؤمنين حتى تصير حقداً، بل إنها تكون عابرة سبيل سرعان ما تزول , إذ إن المؤمن يرتبط مع المؤمنين برباط الأخوة الإيمانية الوثيق , فتتدفق عاطفته نحو إخوانه المؤمنين بالمحبة والرحمة ، فهل يتصور بعد هذا أن يجد الغل والحقد إلى قلبه سبيلاً ....؟ عافانا الله وإياكم .
أما علاج الحقد فيكمُنُ أولاً في القضاء على سببه الأصلي وهو الغضب، فإذا حدث ذلك الغضب ولم تتمكن من قمعه بالحلم وتذكُّر فضيلة كظم الغيظ ونحوهما، فإن الشعور بالحقد يحتاج إلى مجاهدة النفس والزهد في الدنيا، وعليه أن يحذِّر نفسه عاقبة الانتقام، وأن يعلم أن قدرة الله عليه أعظم من قدرته، وأنه سبحانه بيده الأمر والنهي لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، هذا من ناحية العلم .
أما من حيث العمل فإن من أصابه داء الحقد فإن عليه أن يكلف نفسه أن يصنع بالمحقود عليه ضد ما اقتضاه حقدُهُ فيبدل الذمَّ مدحاً، والتكبُّر تواضعاً، وعليه أن يضع نفسه في مكانه ويتذكر أنه يحب أن يُعامل بالرفق والوُدِّ فيعامله كذلك.
قال بعض العلماء: .. إن فساد القلب بالضغائن داءٌ عُضالٌ، وما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش ، كما يتسرب السائلُ من الإناء المثلوم.
إن الشيطان ربما عجز أن يجعل من الرجل العاقل عابد صنمٍ، ولكنه لعنه الله ــ وهو الحريص على إغواء الإنسان وإيراده المهالك ــ لن يعجز عن المباعدة بينه وبين ربه ، وهو يحتال لذلك بإيقاد نار العداوة في القلوب ، فإذا اشتعلت استمتع الشيطان اللعين برؤيتها وهي تحرق حاضرَ الناس ومستقبلهم ، وتلتهم علائقهم وفضائلهم ، ذلك أن الشر إذا تمكن من الأفئدة (الحاقدة) تنافر ودها وارتد الناس إلى حالٍ من القسوة والعناد ، يقطعون فيها ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض , والعياذ بالله تعالى .
إن جمهور الحاقدين تغلي مراجل الحقد في أنفسهم ، لأنهم ينظرون إلى الدنيا فيجدون ما تمنوه لأنفسهم قد فاتهم ، ــ وهنا يدخلون من باب الحسد المذموم ــ , وامتلأت به أكفٌّ أخرى ، وهذه هي الطامة التي لا تدع لهم قرارًا ، وهم بذلك يكونون خلفاء إبليس لعنه الله - الذي رأى أن الحظوة التي كان يتشهَّاها قد ذهبت إلى آدم - فآلى ألا يترك أحداً يستمتع بها بعدما حُرمها ، وهذا الغليان الشيطاني هو الذي يضطرم في نفوس الحاقدين ويفسد قلوبهم ، فيصبحون واهني العزم ، كليلي اليد .
ولقد وصف الله جل جلاله أهل الجنة وأصحاب النعيم المقيم في الآخرة بأنهم مبرئون من كل حقد وغل، وإذا حدث وأصابهم شيءٌ منها في الدنيا فإنهم يُطهرون منها عند دخولهم الجنة حيث قال في محكم آياته :
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلّ . الأعراف : 43 .
ولهذا رأينا مَن يُبَشَّرُ بالجنة من بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لسلامة صدره ، ففي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علَّق نعليه بيده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو، فقال : إني لاحيت أبي فأقسمتُ أني لا أدخل عليه ثلاثاً ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت ، قال : نعم ، قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعارَّ تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل ، وكبر حتى لصلاة الفجر ..
قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا ، فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر علمه قلت : يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجرةٌ ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات : يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث المرات ، فأردت أن آوي إليك، فأنظر ما عملك ، فأقتدي بك ، فلم أرك عملت كبير عملٍ ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجدُ في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا ولا أحسدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه ، فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك .
نسأله تعالى أن يفرج همومنا , ويشفي أسقامنا , ويفرج كروبنا , ويحسن خاتمتنا , وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
اللهم إجعلنا هداة مهتدين مهديين , واهدنا اللهم واهد بنا واجعلنا سببا لمن إهتدى ياأرحم الراحمين ... وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى الصادق المصدوق معلم الناس الخير و وأحسنهم وأعظمهم أخلاقا وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .
منقول للفائدة | |
|