تخيل معى حياتنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تخيّل معى لو أن عش النسر قد عبثت به الرياح فتدحرجت بيضة منه
منحدرة ً حتى استقرت فى أحضان دجاجة أسفل التل.....
و تخيّل معى لو أن الدجاجة قد ظنـّت أن البيضة بيضتها فرقدت
عليها حتى خرج منها النسر الوليد فتربّى على أنه دجاجة....
و تخيّل معى كيف يمكن أن يظل ذلك النسر بعد أن يشتد عوده
شاخصاً إلى السماء نحو النسور المحلـّقة فلا يراوده حلم التحليق عاليا
مثلهم لأنه لا يعلم أنه بالأصل نسر و لأنه لم يرَ فى نفسه يوماً
سوى................. دجاجة.



إنما الإنسان أسير لما يؤمن به


و سجين خلف قضبان رؤيته لذاته


و حبيس فى زنزانة تقبع فى تجويف جمجمته



و ما القيد سوى قيد الذات للذات



إنما يدَجـّـِن المُدَجـّــَنون أنفسهم.


كلما ذهبت إلى حديقة الحيوانات كلما تأمـّلت الفيل ...
ذلك الحيوان الضخم... فقد تم تقييده بواسطة حبل صغير
يلتف حول قدميه الأماميتين ... بلا سلاسل ضخمة... وبلا أقفاص.



هذا الفيل... ألا يستطيع -وببساطة و بكل سهولة-



أن يتحرر من قيده في أي وقت يشاء؟



بالطبع..... يستطيع.
و لكنه , لسبب ما لا يقدم على ذلك!!



ما هو هذا السبب؟
السبب هو أنه حينما تكون هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة
و حجمها أصغر بكثير مما هي عليه عند البلوغ , فإن حرّاسها
يستخدمون فى تقييدها نفس حجم القيد الذى يظل معها حتى البلوغ
و ما بعده.



تلك القيود - في الفيل المولود حديثاً- تكون كافية لتقييده و إعاقة
حركته , ثم يكبر الفيل معتقداً أنه لا يزال غير قادر على فك القيود
والتحرر منها , بل و يظل على اعتقاد بأن الحبل لا يزال يقيده ,
ولذلك فإنه لا يحاول -من الأساس- أن يتحرر منه أبداً.



هكذا هو الإنسان...يمضى في الحياة معلقاً بقناعاته السلبية
و قيوده الوهميّة التى تكبـّله و تكبت طاقاته و تغيّب قدراته.



إنما يقيّد المُكـَبـَلون أنفسهم بأغلالهم.

اللهى
لقد خلقت لنا الجمال فتنه

وقلت ياعبادى اتقونى

وانت جميل تحب الجمال

فكيف عبادك لا يعشقووون

يارب

اليس للعشاق ذنب

ام هم يبلى العاشقون

دمتى لى ولنا فخرا لماتقدميه من جهد