--------------------------------------------------------------------------------
هل الإبتسامة علاج للحزن أم لا ؟!( دعوة للنقاش )
كنت أتحاور مع صديقي عن سر الابتسامة في حياتنا، وكان يعرف فلسفتي التي تقول أن علينا أن نواجه أحزاننا و نفسياتنا الحزينة بزرع الابتسامة على محيانا حتى ولو كانت إبتسامة إصطناعية .. بمعنى أن نبتسم ( تمثيلاً ) لأن ذلك يخفف من وطأة الحزن و يفتح لنا آفاق جديدة نحو التفاؤل بالخير و يساعدنا أن ندرك انه ماكان ليصيبنا شيء لم يقدره الله علينا ولم يكن بإمكاننا أن نتجنب شيء فرضه القدر علينا .
كان صديقي يسمع و يقرأ فلسفتي هذه دائماً ، بل انه كان يلجأ لي في كل مرة يشعر فيها بالحزن ( وهي مع الأسف كثيرة( لكنه عندما حاورني اليوم لم يكن هو ذاك الذي يعمل بنصيحتي فيزرع الابتسامة ( غصباً( على وجهه ، بل قال لي :
- من الصعب على الإنسان أن يبتسم وهو حزين ، انه إحساس قوي أعجز عن وصفه واعتقد أن الإنسان لو قال أنا لست بخير ولا أبتسم يخفف عنه حدة ماهو فيه ، عكس لو أنه ابتسم وأنكر إحساسه أو تجاهله !!
استغربت منه هذه الفلسفة الجديدة ، وطال النقاش بيننا ، أحاول أنا أن أقنعه بأن هناك أمور حزينة لا نملك معها إي حل وهي تبعثرنا في دواخلنا لزمن طويل نفقد فيه أشياء كثيرة ومن أهمها إحساسنا بالحياة وحلاوتها وإضاعة أحلى أيام شبابنا بحيث عندما نصحو على الحقيقة متأخرين نندم على تلك الأيام، في وقت ( ربما ) يستمتع به أولائك الذين تسببوا لنا في الألم والحزن و التعاسة!!
بقي أن أقول الهموم والحزن طبعاً هو الذي يقتل أحاسيسنا و نحكم على أنفسنا بالموت أحياء ، بدليل أنه يموت لنا أعزاء علينا مثل الأم و الأب و نحزن ولكن لفترة من الزمن نعود بعدها لمواكبة حياتنا لأننا آملنا بالله وقدره وان الموت علينا حق ، فكيف لا نؤمن بالله وقدره عندما نفشل في الحب أو عندما نكتشف أننا كنا مخدوعين فيه!!!:
* هل تؤيد الابتسامة ومحاول نسيان الحزن، أم تؤيد أن تعيش الحزن ولا تبتسم لمجابهة الواقع ولماذا؟!
يكفي انك لم تزل .. ولست من الأحبة بعدما
أبتسم.............
أبتسم حتى في لحظات الغضب
أبتسم .............
أبتسم حتى في كلمات العتب
فالابتسامة حين تنبع من قلب محب وفي ..
تنسي من نبتسم لهم كآبتهم وأحزانهم
يقول العلماء إن للابتسامه دور كبير في إكتساب حب الآخرين ...
مقوله جدا رائعة وفعلا لها ردة فعل واضحة ..
وبمناسبة حديثنا عن الابتسامات ، متى آخر مره رأينا فيها سياسي يظهر أمام عدسات الكاميرا دون أن يكون مبتسماً ..؟؟
بل أن السياسيون دائموا الأبتسامه وذلك لأنه مدركون بأن الناس تشعر بعدم الثقه تجاههم بأي حال من الأحوال لذلك سيجدون صعوبه في نقل رسالتهم الي العالم خلال خمس ثوان أثناء نشرة الأخبار وسيكون من الأصعب أن يفعلوا ذلك دون أن يبتسموا ..
فمن نعم الله علينا هذه الأداه الرائعه لتحقيق النجاح ولو كان نسبي ولكني أعرف أن القليل منا يتصف بهذه السمه الجميله لكي نضفي بريقاً وصقلاً الي شخصياتنا ونشجع الأخرين على التواؤم معنا والأطمئنان الينا ...
... ولكن ...
لو كان صاحب الأبتسامه حزيناً او لديه من الهموم ما يجعله بعيداً عن الأحساس بمعنى الابتسامه أو تأثيرها هل يستطيع أن يواصل على أرسال الأبتسامات للأخرين ..؟
لا أظن أنه يستطيع وهو في حال وفي حاجة من يواسيه ويبعث اليه الابتسامه حتى يستطيع أن يقف على قدميه من جديد ومن ثم يبعث هو بالابتسامه الصادقه ..
أنا أؤمن بأن الانسان يجب أن يكون أقوى من أي ظرف يمر به وأن كان قاسياً عليه وأيضاً يجب أن لايكون كالكتاب المفتوح للكل فبالابتسامه قد يواري مابداخله من أحزان ولكن هناك أحيان قد لايكون باستطاعته فعل مايجب أن يفعله وليس بيده رسم حزنه على عينيه ..
ومؤمنه أيضاً بأنه عندما يقول أنا لست بخير ويتوقف عن رسم الابتسامه عندما يكون كذلك ... لها من التأثير على تخفيف حدة مايشعر به من آسى وحزن الواضح والمعترف به طبياً ..
هذا رأيي ولا أعتقد أنه يشمل كل الصواب فالناس مختلفه باختلاف أحاسيسها وقدراتها على التحمل والتكيف مع أي ظرف سواءً صعب أو بسيط ...
كتبت ذات مرة أقول :
(إبتسم يا صديقي إبتسامتان)
إبتسامة لك
كي تشعر بالسعادة و الحياة
وإبتسامة للناس
كي تشعر بهم و تجعلهم أحباء لك
يعملون من أجل راحتك
و يضحون من أجل سعادتك
(إبتسم يا صديقي إبتسامتان)
إبتسامة تقتل فيها الألم
كي يعلم أنك اقوى منه
وإبتسامة تفتح فيها باب الأمل
ليعلم أنك لازلت هناك
(إبتسم يا صديقي إبتسامتان)
إبتسامة للظلم والقهر الذي تعيشه
لييسر الله لك مخرجاً منه
وإبتسامة كي لاتقول أنك لست بخير
فتجعل قلوب من يهتم بك تجزع!
*****************************
هنا أرى العكس ، فنحن عندما نجيب بعبارة ( أنا لست بخير ) فنحن حتماً نوجهها فقط الى أناس نقدرهم ونحترمهم ونثق بهم وإلا قلنا كلاماً آخر غير صحيح . وطالما هذا هو الواقع فنحن من جهة نجعل هؤلاء الذين يهتمون بنا وبمشاعرنا واحوالنا في حيرة من أنفسهم ، فإن تساءلوا أكثر خافوا أن يتم ( ردعهم ) وسوء فهم مقاصدهم النبيلة ، وإن لم يتساءلوا فهم ربما يعيشون التفاعل الجميل معنا وهو سيكون هنا الألم والحزن وتخفيفه عنا !!!
دمتِ لي بخير و سعادة و إبتسامة دائمة
[img][/img]