[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بقلم نبيه بن مراد العطرجي
الاحترام هو الأساس والقاعدة للعديد من القيم الحياتية ، ويعتبر من الركائز الأساسية في التعامل بين البشر على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ، وأحد أعمدة الأخلاق الفاضلة ، ومن أفضل السبل التي تسلك لكسب محبة الآخرين ، ومفتاح القلوب المغلقة ، وبداية الثقة في التعامل الجاد فيما بيننا ، والدرع الواقي الذي يستخدم لحماية النفس من مشاعر الضعف والاستسلام ، ولا يكون بالقول وحده بل ينبغي إثباته بما يدل عليه من خلال تصرفات وأفعال ولمسات إنسانية ، ويؤكد عالم النفس الأمريكي الشهير الفرد أدلر - أن تلهف الإنسان علي التقدير والاحترام هو المحرك الأول للحياة - فإحترام الإنسان لذاته هو منبع احترام الآخرين له ، وهو بجميع أنواعه أمر مهم في أي مجتمع ، وقد صنف إلى ثلاثة أنواع : الاحترام النفعي وهو الذي مصدره المصلحة الخاصة ، احترام الخوف وهو دليل الجبن وضعف الشخصية ، أما أسماها وأعلاها فهو الاحترام من اجل الاحترام ، والمتعامل به إنسان واعي متحضر ذو معدن أصيل ، قوي الشخصية ، واثق من نفسه ومن الآخرين الذين يتعامل معهم ويحترمهم ، وهو يحترم الإنسان الجدير بالاحترام فقط ، دون تملق أو خوف أو نفاق أو تزييف ، فهو ليس بالشيء اليسير ولكنه عملية نفسية طويلة الأمد تتكون بالتدريج داخل الشخص وتؤدي إلى امتلاء الذات والشعور بالنضوج والاستقلالية ومن ثم سلاسة وبساطة التعامل مع الآخرين واحترامهم ، ويقاس أيضاً بمدى شعور الشخص نفسه بالاستقرار النفسي داخله ، فكلما كان مستقراً داخلياً كان قادراً على احترام الآخرين ، فالاحترام يبدأ أولاً بتقييم الذات ، ويعتبر علماء النفس احترام المرء لذاته ركيزة أساسية يحتاجها في مواجهة تحديات الحياة ، ومن هذا الاحترام تنطلق معظم قرارات المرء وتصرفاته ، وبذلك يحدث التوازن النفسي .
فالاحترام يجب التعامل به في جميع أمور حياتنا ، وهو لا شك أمر متبادل بين الجميع يسهم في إزالة الحقد والبغضاء ويؤصل التقارب ، ويعد فضيلة تبنى عليها البيوت والأسر والمجتمعات ، والحقيقة إن الاحترام فن له مقومات عديدة تعزز وجوده فإما أن يكون من الصفات التي جبل الإنسان عليها ، أو متوارثة من حسن التربية والقدوة الطيبة ، فالمرء يستطيع خلق قيم الاحترام المتبادلة كما دلت الدراسات العلمية .لذا إن أردنا أن نعيش بالحق ، وبالإيمان الخالص ، فما لنا من سبيل سوى احترام أنفسنا ، و احترام الآخرين .
شعر :
ونفسك أكرمها فإنك إن تهن
عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما
ومن أصدق من الله قيلاً { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِن نِسَآءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الإِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُــون