انه لشرف كبير تكرمكم وزيارتكم
لنا نتمنى ان نكون عند حسن رضائكم وان شاء الله ستجدون كل ما تصبوا له نفسكم وتتمناه
وهاهي ايدينا نمدها لكم وندعوكم للانضمام الينا لتصبحوا من افرد اسرتنا المتواضعه وتنيرونا بي مواضيعكم وردودكم النيره بكم نفيد ومنكم نستفيد
هنا في قصر الاحلام الوردية نلتقي و الى الافق نرتقي
ورمضان كريم


خبايا الكون 1269122387


انه لشرف كبير تكرمكم وزيارتكم
لنا نتمنى ان نكون عند حسن رضائكم وان شاء الله ستجدون كل ما تصبوا له نفسكم وتتمناه
وهاهي ايدينا نمدها لكم وندعوكم للانضمام الينا لتصبحوا من افرد اسرتنا المتواضعه وتنيرونا بي مواضيعكم وردودكم النيره بكم نفيد ومنكم نستفيد
هنا في قصر الاحلام الوردية نلتقي و الى الافق نرتقي
ورمضان كريم


خبايا الكون 1269122387

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالاحلام الورديهأحدث الصورالتسجيل دخولضع مشكلتك هناالتسجيل
Cool Hot Pink
Pointer
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في
 
 
 
 
 
 


 

 خبايا الكون

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مدام فراشة
الاعضاء المتميزون
الاعضاء المتميزون
avatar


انثى
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 494
العمر : 39
العمل/الترفيه : شيف
المزاج : شقـــية
عضـِـوْيُتـًے : 150
بُـلاآآدٍيـے : ....
الاوسمه خبايا الكون 15781612
sms لا اله الا اله سيدنا محمد رسول الله وحدة لا شريك له
عارض احترام قوانين المنتدى : خبايا الكون 441010

خبايا الكون Empty
مُساهمةموضوع: خبايا الكون   خبايا الكون Emptyالجمعة 10 سبتمبر 2010, 13:43

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عمر الكون حسب نظرية الانفجار العظيم هو 13.7 مليار سنة.

وهناك حساب آخر حيث احتسب بعض العلماء عمر الكون حوالي 12.5 مليار سنة وهذا من خلال التحليل الدقيق لأقدم نجوم المجرة وقياس عمرها وهذا النجم الذي يعرف باسم CS 001-31082

تاريخ الكون

في الوقت الذي كانت فيه الكثافة مساوية لثابت بلانك (Planck constant )كان الكون مؤلفاً من مزيج حار من الجسيمات البدائية، والتي كانت تمتلك طاقة عالية جداً.جميع الجسيمات الأولية مثل الكوارك والهايدرونات والإلكترونات والفوتونات كانت ضمن المزيج.وفي الواقع هذه الجسيمات تتحد في الغالب لتكوين وحدات أكبر كالذرات . ولكن في درجات حرارة عالية جداً تبقى هذه الجسيمات منفصلة في حالة بلازما. ومع الانفجار العظيم وبدء انتفاخ الكون الناشئ انخفضت كثافة وحرارة المزيج، وبعد جزء صغير من الثانية اتحدت الكواركات مع بعضها مكونة البروتونات والنيوترونات في عملية تسمى baryogenesis (تخليق باريوني).بعد مضي دقائق قليلة اتحدت البروتونات والنيوترونات لتشكل أنوية الذرية في عملية تخليق نووي تسمى بالإنجليزية nucleosynthesis .وبعد مرور مئات الآلاف من السنين إتحدت هذه البروتونات والنيوترونات مع الإلكترونات مشكلة الذرة.بعملية تسمى recombination (إعادة التشكيل).وبعد ذلك تجمعت المادة بفعل الجاذبية مع بعضها مشكلة المجرات والنجوم والأجرام السماوية...

خصائص الكون المتوسع

يقول البروفيسور"ايدنجتون":((إن مثال النجوم والمجرات كنقوش مطبوعة على سطح بالون من المطاط وهو ينتفخ باستمرار، وهكذا تتباعد جميع المجرات الفضائية عن أخواتها بحركاتها الذاتية في عملية التوسع الكوني))

إن فرضية الكون المتوسع لها ثلاثة حالات ممكنة، وكل حالة تضعنا أمام تصور مختلف لنهاية الكون. هذه الحالات هي الكون المفتوح(Open universe) والكون المسطح(Flat universe)والكون المغلق(Closed universe).إذا كان الكون مفتوحاً، فسوف يستمر في التوسع إلى اللانهاية,أما إذا كان مسطحاً، فإنه أيضاً سوف يتوسع إلى اللانهاية ولكن معدل التوسع سوف ينعدم بعد زمن معين.أما الكون المغلق فإنه سوف يتوقف عن التوسع بعد زمن معين ويبدأ بالإنكماش والانهيار على نفسه.وفي الحالات الثلاث فإن معدل التوسع سوف يتباطأ,والقوة التي تسبب هذا التباطؤ هي قوة الجاذبية. ولفهم هذه الحالات الثلاث يمكن أن نفترض أن سفينة فضائية تريد الانطلاق من على سطح الأرض.إذا كانت السفينة لا تمتلك السرعة الكافية التي تمكنهامن تجاوز الجاذبية الأرضية فإنها في النهاية سوف تسقط وتتحطم.وهذا مشابه لحالة الكون المغلق.أما إذا أُعطيت السفينة السرعة الكافية فقط لتجاوز الجاذبية الأرضية, فإنها سوف تصل إلى مدار تدور فيه حول الأرض من دون السقوط عليها ،وهذا هو الكون المسطح .وفي حال أعطيت السفينة أكثر من الطاقة اللازمة لتجاوز الجاذبية الأرضية ,فإنها بعد خروجها من المجال الجوي سوف تمتلك دائماً سرعة زائدة بحيث تستمر في المسير وربما غادرت المجموعة الشمسية بأكملها إلى مالا نهاية (وذلك لعدم وجود أية قوى مبددة لسرعتها)


نهاية الكون

إن ملاحظات "هابل" حول توسع الكون تقترح وبشكل أكثر عمومية أن الكون يتغير مع الزمن.وكما في أغلب العناصر، فإننا نعرف عن ماضيها أكثر من معرفتنا بمستقبلها، ولكن إذا افترضنا أن النظريات الفيزيائية الحالية صحيحة عندها سوف نتمكن من توقع الكثير من الأمور حول مستقبل كوننا. هل الكون سوف يظل موجوداً دائماً أم أنه سوف ينتهي يوماً ما كما بدأ؟ ومن ناحية أُخرى، هل سوف يستمر توسع الكون إلى الأبد؟.إذا استمر الكون في الإتساع فإنه من المحتمل أن يبقى موجوداً إلى اللانهاية.وفي المقابل,إذا توقف التوسع يوماً، فإن الكون سوف يتقلص وينهار حتى يصل مرة أُخرى إلى كثافة بلانك(Planck density)وبعد ذلك لانملك أي فكرة عما سيحدث.

نحن نعلم من النسبية العامة أن معدل توسع الكون يتباطأ بتأثير الجاذبية المتبادلة لجميع الأجسام بداخله.وأن استمرار التوسع إلى الأبد يعتمد على وجود كمية مادة كافية لتعكسه.إذا كانت كثافة المادة داخل الكون أقل من القيمة العاكسة فإن الكون سوف يستمر في التوسع,لكن من الناحية المقابلة,إذا كانت الكثافة أعلى من القيمة العاكسة, فإن قوة سحب الجاذبية سوف تصبح في النهاية كافية لتوقف التوسع ثم يعود الكون لينهار على نفسه ويتقلص.

إذا استمر الكون في التوسع, فإن مجموعات وعناقيد المجرات سوف تتباعد عن بعضها البعض. وفي النهاية كل مجرة سوف تكون وحيدةً في الفضاء الفارغ ، ولكنها لن تبقى على ذلك ، حيث تتباعد النجوم عي الأخرى عن بعضها . سوف تحرق النجوم وقودها وتنطفئ ، تاركةً وراءها حجارة شديدة البرودة. هذه العملية سوف تستغرق زمناً لايمكن تصوره ولكنها سوف تحدث في النهاية. وعندها لن يبقى في الكون سوى مجموعة من العناصر الابتدائية الغير مستقرة.إن طاقة الكون سوف تتوزع بشكل غير متساوي ضمن حرارة شديدة الانخفاض ,ومع استمرار توسع الكون فإن هذه الحرارة سوف تنخفض وسوف يصبح الكون أكثر خُلوُّاً وبرودة. هذا السيناريو يسمى أحياناً "heat death of the universe " (موت حرارة الكون). من ناحية أخرى, إذا امتلك الكون الكثافة الكافية للقيمة العاكسة ، فإن المجرات في النهاية سوف تتحرك باتجاه بعضها البعض.وعندما تصبح قريبة إلى حدٍّ كبير فإن جميع المجرات والنجوم سوف تنهار على بعضها البعض ، حتى الوصول إلى نقطة يكون عندها الكون عبارة عن المفردة من لاشيئ عدا الكثافة والحرارة الكبيرتين .وعندها تتوقف جميع النظريات الفيزيائية الحالية، ولا نستطيع التنبؤ بما سوف يحدث بعد ذلك.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تاريخ الانفجار العظيم


تطورت نظرية الانفجار العظيم من ملاحظات واعتبارات نظرية. الملاحظات الأولى كانت واضحة منذ زمن وهي ان السدم اللولبية (بالإنجليزية: spiral nebulae‏) تبتعد عن الأرض، لكن من سجل هذه الملاحظات لم يذهب بعيدا في تحليل هذه النتائج. في عام 1927 قام الكاهن البلجيكي جورج ليمايتري Georges Lemaître باشتقاق معادلات فريدمان-ليمايتري-روبرتسون-ووكر انطلاقا من نظرية آينشتاين العامة واستنتج بناء على تقهقر المجرات الحلزونية أن الكون قد بدأ من انفجار "ذرة بدائية"، والتي تمتاز بالكثافة اللا نهائية ودرجة الحرارة العظيمة جدا والتي هي أسخن من مليون مليون مليون درجة حرارة نواة الشمس، وهذا ما دعي لاحقا بالانفجار العظيم (بالإنجليزية: Big Bang‏).

في عام 1929، أثبت إدوين هابل (بالإنكليزية: Edwin Hubble) نظرية ليمايتري بإعطاء دليل رصدي للنظرية. اكتشف هابل أن المجرات تبتعد وتتراجع نسبة إلى الأرض في جميع الاتجاهات وبسرع تتناسب طردا مع بعدها عن الأرض، هذا ما عرف لاحقا باسم قانون هابل. حسب المبدأ الكوني cosmological principle فإن الكون لا يملك إتجاها مفضلا ولا مكانا مفضلا لذلك كان استنتاج هابل ان الكون يتوسع بشكل معاكس تماما لتصور آينشتاين عن كون ساكن static universe تماما.


مراحل تطور الانفجار

بناءا على قياسات الانفجار الكوني باستخدام مستعر أعظم نمط 1أ (بالإنجليزية: Type Ia supernova‏) وقياسات إشعاع الخلفية الميكروني الكوني (بالإنجليزية: cosmic microwave background radiation‏)، وقياسات دوال الارتباط للمجرات، يمكن حساب عمر الكون على أنه 13.7 ± 0.2 مليار عام. توافق هذه القياسات الثلاثة يعتبر دليلا قويا على ما يدعى نموذج لامبدا-سي دي ام (بالإنجليزية: Lambda-CDM model‏) الذي يصف تفصيلا طبيعة محتويات الكون.

الكون البدئي كان مملوءا بشكل متجانس بكثافة طاقية عالية ودرجات حرارة وضغط عاليين. يقوم الكون بالتوسع والتبرد (كنتيجة لتوسعه) ليمر بمرحلة انتقال طور phase transition مماثلة لتكاثف البخار أو تجمد الماء عند تبرده، لكنها هنا انتقال طور للجسيمات الأولية.

تقريبا بعد 10−35 ثانية من فترة بلانك يؤدي الانتقال الطوري إلى خضوع الكون لنمو أسي خلال مرحلة تدعى التوسع الكوني. بعد توقف التوسع، تكون المكونات المادية للكون بشكل بلازما كوارك-غلوون.

و في حين يستمر الكون بالتوسع تستمر درجة الحرارة بالانخفاض. عند درجة حرارة معينة، يحدث انتقال غير معروف لحد الآن يدعى تخليق باريوني baryogenesis، حيث يتم اندماج الكوراكات والباريونات معا لإنتاج باريونات مثل البروتونات والنترونات، منتجا أحيانا لا تناظر الملاحظ بين المادة والمادة المضادة. درجات حرارة أكثر انخفاضا بعد ذلك تؤدي للمزيد من انتقالات الأطوار الكاسرة للتناظر التي تنتج القوى الحالية في الفيزياء والجسيمات الأولية كما هي حاليا.


دراسات


اكتشف ادوين هابل ان الكون يضم من المجرات أكثر مما نتصور. وأن كل المجرات تتباعد عن بعضها البعض مثل نقط موجودة على ظهر بالونة. لا تكف عن التوسع تنفخ فيها قوة خفية بدون ملل,. فسبحان الله خالق الكون وتوصل إلى توسع الكون هذا عن طريق تقنية (الزحزحة الحمراء) لطيف الضوء. فمن المعروف ان الضوء ليس أبيض كما نتصور بل هو مزيج من ألوان سبعة بموجات مختلفة في طيف يتراوح بين الاحمر والازرق. فهو يهجم علينا برأس ازرق إذا كان الضوء متوجها نحونا، وهو بذيل احمر إذا هرب مبتعدا عنا. وبواسطة هذه التقنية ادرك ان كل المجرات من حولنا ترسل ضوءاً أحمر وان الكون كله في حالة توسع مذهلة. قال تعالى : {وَالسمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنا لَمُوسِعُون}َ (الذريات:47) فسبحان الله خالق كل شيء

الكون المفتوح

نموذج الكون المفتوح (Open Universe): يتوقع فيه العلماء أن الكون سوف يستمر في التوسع إلى مالا نهاية، وذلك بافتراض استمرار قوة الدفع إلى الخارج بمعدل أقوى من قوى الجاذبية التي تشد الكون إلى الداخل في اتجاه مركزه.

الكون المغلق

نموذج الكون المغلق (Closed Universe): يتوقع فيه العلماء أن الكون سوف تتباطأ سرعة توسعه مع الزمن، إذ أن الحسابات الرياضية تشير إلى أن معدلات التمدد الكوني عقب عملية الانفجار العظيم مباشرة كانت أعلى بكثير من معدلاتها الحالية. ومع تباطؤ سرعة توسع الكون تتفوق قوى الجاذبية على قوة الدفع نحو الخارج، فتأخذ المجرات بالاندفاع نحو مركز الكون بسرعة متزايدة، جامعة مختلف صور المادة والطاقة فيبدأ الكون في الانكماش والتكدس على ذاته، ويجتمع كل من المكان والزمان حتى تتلاشى كل الأبعاد أو تكاد، وتتجمع كل صور المادة والطاقة المنتشرة في أرجاء الكون حتى تتكدس في نقطة متناهية في الضآلة، تكاد تصل إلى الصفر أو العدم، ومتناهية في الكثافة والحرارة إلى الحد الذي تتوقف عنده كل قوانين الفيزياء المعروفة، أي يعود الكون إلى حالته الأولى. وتسمى عملية تجمع الكون وعودته إلى وضعه الأصلي بنظرية الانسحاق الكبير.

الكون المتذبذب

نموذج الكون المتذبذب (Oscillating Universe): يتوقع فيه العلماء أن الكون سوف يبقى متذبذباً بين الانسحاق والانفجار، أي بين الانكماش والتمدد في دورات متتابعة ولكنها غير متشابهة إلى مالا نهاية تبدأ بمرحلة التكدس على الذات ثم الانفجار والتمدد ثم التكدس مرة أخرى وهكذا.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تحياتي فراشة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الورد
نجم نجوم المنتدى
نجم نجوم المنتدى
اميرة الورد


الجنسيه :
  • جزائريه

انثى
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 920
العمر : 15
الموقع : ارض الله واسعه في مكان لايوجد فيه خبث او مكر
المزاج : استغفر الله العظيم من كل اثم عظيم
عضـِـوْيُتـًے : 56
بُـلاآآدٍيـے : خبايا الكون Male_a11
الاوسمه خبايا الكون Aw110
sms لا اله الا اله سيدنا محمد رسول الله وحدة لا شريك له
عارض احترام قوانين المنتدى : خبايا الكون 111010

خبايا الكون Empty
مُساهمةموضوع: رد: خبايا الكون   خبايا الكون Emptyالأحد 12 سبتمبر 2010, 12:06




گعآدتگ نشهد تميزا في آلطرٍح وٍرٍقي آلحضْوٍرٍ...
تحلق في سمآء آلآبدآع آلآ معهْوٍد ...
نتمنى لگ مزيد من آلتألق ...
ودمتي بحضْوٍرٍ بآهْرٍ
ولكي درع التميز


تميز الموضوع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


واسمحي لي ان اضيف لموضوعك
من حقائق علم تأريخ الكون فى رحاب القرآن بين عبقرية المفسرين وآراء العلماء




الخلاصة:

إننى أهدف من هذا البحث إلى بيان سمو النص القرآنى المتعلق بتأريخ الكون, وعلوه فوق ما نعتبره اليوم من حقائق العلم, وتقديم خدمة جليلة للعلم ذاته من خلال مراجعة وتصحيح مداخله لتتسق مع النصوص القرآنية ذات الصلة. كما أهدف إلى توضيح الرؤى العلمية الثاقبة لمفسرى القرآن الكريم والتى يجدر بعلماء الكون والفلك اليوم أن يستفيدوا منها فى استشراف آفاق العلم اليوم وفى المستقبل. كما أنه تولدت لدى قناعة راسخة بأن قمة الرسوخ فى علوم الكون تستلزم استخدام نفس المصطلح القرآنى. ومن خلال عرض حقائق أساسية عشر لعلم تأريخ الكون (الكسمولوجيا).


وقد تبين لى أن تلك الحقائق القرآنية العلمية هى الأساس الذى يقوم عليه ذلك العلم. ومما لا شك فيه أن الحقائق المطلقة المتعلقة بمولد الكون وتطوره عبر الزمن ونهايته لا يمكن أن تعرف على الوجه الحقيقى إلا من الخالق عز وجل. وبالتالى فإن القرآن والسنة الصحيحة هما المصدران الفاصلان فى بيان حقيقة الخلق, ونعنى هنا بحقائق تأريخ الكون. ومن درر القرآن التى يتيه بها على العلم الحديث فتق الرتق, ودخان السماء, وبناء السماء , وحبك السماء , وملكوت السماوات والأرض, وتعدد العوالم, ونفصيل معالم مآلات السماوات والأرض والحياة. وعجيب أن يناقش علماء الكون نفس القضايا العلمية التى تناولها القرآن بالإشارة والتصريح, وأيضا نفس الفهم الذى قدمه المفسرون حول تلك القضايا فى وقت مضى لم تعرف فيه علوم الكون والفلك على النحو الذى نعرفه اليوم.
ويبدأ البحث بعد تلك التذكرة بمقدمة بعرض حقائق علم تأريخ الكون ثم ذكر بعض التوصيات. وإننى إذ أسأل الله التوفيق؛ أطلب منه تعالى العفوعما قد أكون قصرت فيه, وليس لى من زاد سوى حب الله تعالى ورسوله والقرآن وسنة النبى محمد صلى الله عله وسلم.






أولا : المقدمة

من روائع الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم أن نجد تاريخ الكون منذ مولده حتى نهايته مسطرا فى ثمان آيات محكمات من آيات أم الكتاب. وستظل إشارات القرآن حقائق خلق السماوات والأرض منارات تهدى العلماء إلى فهم التأريخ الكونى فهما صحيحا. وتضم تلك الآيات آية واحدة تتحدث عن مولد السماوات ولأرض "الكون" وهى قوله تعالى : " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " ( الأنبياء : 30), وآية أخرى تشير إلى اتساع السماء وهى قوله تعالى : وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " ( الذرايات : 47 ), وأربع آيات فصلت ثلاث مراحل لتطور السماوات والأرض "العالمين" وردت فى قوله تعالى : : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " ( فصلت : 9-12 ), وأخيرا آيتان تصفان نهاية الأرض بالقبض والسماوات بالطى هما قوله تعالى : (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) ( الزمر : 67), وقوله تعالى فى وصف مآل السماء: (( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )) ( الأنبياء : 104 ). وتمثل تلك الآيات الثمانى دررا يجب أن تتحلى بها علوم الفلك والكون (الكسمولوجيا). وغاية سعى علماء الكون كما سنرى من خلال البحث أن يكتشفوا سر تلك الآيات. ولذلك يجب أن تتصدر الآيات السابقات المباركات أي حديث عن الكون وتاريخه. ولو فطن علماء الكون لجعلوا من تلك الآيات مرشدا لهم في أبحاثهم.



وقبل أن أستعرض مفردات هذا البحث أريد أن يكون منطلقي أولا القرآن الكريم, وذلك لسبب بسيط هو أنه مهما تقدمت علوم الكونيات والفلك بأنواعها المختلفة, فلن تصل إلى الحقائق المطلقة فى خلق السماوات والأرض. كما أننى قد توصلت إلى نتيجة عظيمة سأركزعليها فى ثنايا البحث فحواها أن أدق مفردات علوم الكون هى نفسها مفردات الإشارات القرآنية الكونية من مثل اتساع السماء (Etsaesamaa) وليس اتساع الكون (Expansion of the universe), وفتق الرتق (Fatqerratq)وليس الإنفجار الأعظم (Big Bang), والفتق (Fatq) وليس التضخم الأعظم (Big Inflation) وطى السماء (Tayesmaa) وليس الإنسحاق الأعظم (Big Crunch) إلى غير ذلك من مفردات مثل بناء السماء, وحبك السماء, ورجع السماء وغيرها من كلمات القرآن الواردة فى هذا الشأن.


وليس استخدام نفس المفردات القرآنية فى وصف الظواهر الكونية تقديسا للقرآن وأسلمة للعلوم فقط, وكفى بهما غايتان عظيمتان , ولكن من باب أن المفردات العلمية السابق ذكرها وغيرها ليست دقيقة بالقدر الكافى مقارنة بالمصطلحات القرآنية التى تعبر عن الحقائق المطلقة لأشياء لم ير الناس خلقها, بالإضافة إلى أن مفردات القرآن فى هذا الشأن تصحح للعلماء ما اختلفوا فيه, وتفتح أمامهم نافذة على علوم المستقبل فى علوم تأريخ الكون والفلك. ومن دواعى دهشتى أنك لو كتبت المصطلح القرآنى المجرد ثم تجولت بين المجلات العلمية وشبكة المعلومات الدولية لوجدت العلماء -كما أشرت سابقا- يستخدمون اللفظ القرآنى كما ورد فى القرآن الكريم.


وكان من دواعى سرورى أننى حينما انتهيت من كتابة هذا البحث, إذا بى أشاهد برنامجا وثائقيا على قناة اقرأ الفضائية يسجل خواطر علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". وفى نهاية البرتامج سأل المذيع كل عالم على حدة سؤالا حول ما يشغله حقا. ومن الرائع حقا أن ما يشغلهم ويتمنون الوصول إليه موجود فى القرآن الكريم. والحمد لله رب العالمين على أننى كنت قد استعرضت بعض حقائق علم تأريخ الكون فى القرآن قبل أن أشاهد ذلك البرنامج. وكانت أمنيات العلماء المشاركين فى البرنامج كالتالى:



1- قال أحدهم أريد أن أعرف حقا ماذا قبل الانفجار الأعظم "البج بانج".
2- وقال الثانى أود أن أعرف على وجه الحقيقة ماذا حدث فى اللحظات الأولى من عمر الكون.
3- وقال الثالث هل الزمن من صنع الإنسان أم أنه قيمة مجردة
4- وقال الأخير ما يشغلني حقا هو معرفة مصير الكون, لأن معرفة الحقيقة ستجعل لحياتنا طعما خاصا.

عرض بعض حقائق علم تأريخ الكون فى القرآن والعلم الحديث

يهتم علم تأريخ الكون (Cosmology) أو الكسمولوجيا بمحاولة الوصول إلى الإجابة عن الأسئلة الثلاثة التالية:
1- من أين أتى الكون؟
2- وإلى أين يذهب وكيف ينتهى؟
3- وما حال الكون بين البداية والنهاية؟
ومع أن الإجابة على تلك التساؤلات أمر عسير فى الأوساط العلمية؛ إلا أن الإجابة الحقيقية الشافية لا توجد إلا فى القرآن الكريم, والتى ستأتى تفصيلاتها فى ثنايا هذا البحث.
تلك هى مبادئ علم التأريخ الكون فى ضوء إشارات القرآن والعلم الحديث:





الحقيقة الأولى: فتق الرتق مولد السماوات والأرض.
الحقيقة الثانية: دخان السماء أصل السماوات والأرض .
الحقيقة الثالثة: اتساع السماء صفة ملازمة للكون.
الحقيقة الرابعة: مراحل خلق السماوات والأرض ثلاثة.
الحقيقة الخامسة: توصيف السماوات.
الحقيقة السادسة: حبك السماء.
الحقيقة السابعة: العالمين والأكوان.
الحقيقة الثامنة: التسخير الإلهي.
الحقيقة التاسعة: الحياة خارج الأرض قائمة.
الحقيقة العاشرة: الهلاك والتبدل مآل السماوات والأرض.




بعض هذه الحقائق بالتفصيل


الحقيقة الأولى : مولد الكون : فتق الرتق أحق من الإنفجار الأعظم:
The First Principle: Fatqerratq


مختصر التفسير:
أصل الكون في كتاب الله رتق فتقه الله، وأصل الحياة الماء يقول الحق تبارك وتعالى: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ))الأنبياء 30
فسرت الآية السابقة على وجوه ثلاثة
1 - القول الأول: قَالَ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن وَعَطَاء وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة : يَعْنِي أَنَّهَا كَانَتْ شَيْئًا وَاحِدًا مُلْتَزِقَتَيْنِ فَفَصَلَ اللَّه بَيْنهمَا بِالْهَوَاء وهذا الرأي لا يبعد كثيرا عن رأي فريق من العلماء يرى أن الكون بدأ متجانسا (Homogeneous).
2- الَقَوْل الثَانى: قَالَهُ مُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَأَبُوصالح: وَالرَّتْق السَّدّ ضِدّ الْفَتْق , وَقَدْ رَتَقْت الْفَتْق أَرْتُقهُ فَارْتَتَقَ أَيْ اِلْتَأَمَ , وَمِنْهُ الرَّتْقَاء لِلْمُنْضَمَّةِ الْفَرْج. قال أبو صَالِح : كَانَتْ السَّمَوَات مُؤْتَلِفَة طَبَقَة وَاحِدَة فَفَتَقَهَا فَجَعَلَهَا سَبْع سَمَوَات , وَكَذَلِكَ الْأَرَضِينَ كَانَتْ مُرْتَتِقَة طَبَقَة وَاحِدَة فَفَتَقَهَا فَجَعَلَهَا سَبْعًا.وهذا الرأى أيضا لا يبعد عن رأى فريق آخر من العلماء على رأسهم ستيفن هوكنز الذى يرى أن الكون بدأ غير متجانس عند لحظة الإنفجار الأعظم.






صورة لستيفن هوكنز العالم الفيزيائي الشهير




3- وَالقَوْل الثَالِث: قَالَهُ عِكْرِمَة وَعَطِيَّة وَابْن زَيْد وَابْن عَبَّاس أَيْضًا فِيمَا ذَكَرَ الْمَهْدَوِيّ : إِنَّ السَّمَوَات كَانَتْ رَتْقًا لَا تُمْطِر , وَالْأَرْض كَانَتْ رَتْقًا لَا تُنْبِت. فَفَتَقَ السَّمَاء بِالْمَطَر, وَالْأَرْض بِالنَّبَاتِ. وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل الطَّبَرِيّ ; لِأَنَّ بَعْده " وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء كُلّ شَيْء حَيّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ".
ومن المؤكد أن الحقيقة المطلقة فى خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان لا يمكن معرفتها على وجه اليقين إلا من القرآن الكريم لأن الإنسان لم يكن شاهدا بداية خلقهما مصداقا لقوله تعالى:
{((مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)) الكهف51
ومن بديع القرآن أن الحق تعالى يسأل– وهو أعلم– :" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ". وتأتى إرهاصات الجواب على لسان غير مسلمين من أمثال جورج ليتمر سنة 1931, وجورج جاموف الروسى سنة 1948. وقد أتى علماء الكونيات بنظرية الانفجار الأعظم (Big Bang). وحديثا يعتقد العلماء أن الكون وقت الانفجار الأعظم كان حجمه صفرا، ومن النقطة الصفرية؛ اللانهائية الكثافة اللانهائية التكور أتى الكون من انفجار تلك المفردة (Singularity) (شكل:1). والعجيب أيضا أن يصرح أبرز المنظرين فى رياضيات الكون، الدكتور/ ستيفن هوكنج قائلا فى كتابه موجز الزمان فى صفحةـ 107 :" إننا واثقون تماما من أن لدينا الصورة الصحيحة على الأقل بما يرجع وراء إلى ما يقرب من الثانية الأولى بعد الانفجار الكبير".



على العلم أن يصحح مساره مسترشدا بحقيقة فتق الرتق . فقد تتغير صفة المفردة إلى شيء آخر, لكنها لن تخرج عن مجال الشيء الرتق أي المُلتَئِم المُنضَم ، وكذا الحال فى صفة التضخم الكونى الأولىْ ولكن صحيحها سيكون فتقا. ولا يسع المسلم اليوم إلا أن يعجب بفقه علماء القرآن حينما يقرأ تفسيراتهم للآية السابقة ويدرك مدى توافق آراء علماء الفلك والكون اليوم مع آرائهم.

من يسأل من أين جاء الكون؟ نقول له من فتق الرتق. ومن يسأل ما هو الرتق والفتق؟ قلنا له الرتق هو الشيء المضموم المسدود المجمع, والفتق عكس الرتق. ومن يسأل من أين جاء الرتق؟ قلنا له من الله. والسماوات والأرض شىء. والشيء لكي يكون موجودا لابد أن يكون وراءه الخالق. والخالق هو الله
وفي وقت ضل فيه بعض الناس واتبعوا أهواءهم فادعوا أن الكون أزلي, بمعنى أن ليس له بداية, وادعوا أيضا أن ذلك الكون لن يكون له نهاية, جاء العلم يكذبهم ويدمغهم بالغباء. أمن المعقول مثلا أن تكون شمسنا أبدية بلا بداية وهي تفقد في كل ثانية 4600 مليون طن من مادتها وطاقتها. وجود الشمس اليوم يعني أن لها بداية وإلا فنيت. وعلى هؤلاء النفر أن يقرأوا النص القرآني لعلكهم يؤمنون بربهم القائل: "أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما.." (الأنبياء: 30).




. ومن العجيب أن العلماء قد سجلوا صوت "فتق الرتق" من تحليل الموجات الدقيقة (Microwaves) التى تكون خلفية الكون.
وحينما تعرض نظرية الإنفجار الأعظم كأصل لنشأة الكون, على القرآن الكريم. نقول: إن العلماء لم يكونوا موفقين في اختيار المسمى حينما قالوا "الانفجار". فالانفجار يعقبه دمار. فكيف يكون الكون البهي المتناسق المتسق المتجانس في مقاييسه الكبرى والصغرى قد جاء من انفجار؛ اللهم إلا إذا كان هذا الإنفجار منضبطا جدا, وانضباط الانفجار في الثواني الأولى من عمر الكون شيء قد اعترف به كبار العلماء من أمثال ستيفن هوكنج الذي قال: ذلك الإنفجار لا يكون كذلك إلا بقصد".

ثم إن كلمة "الانفجار" لا تناسب إطلاقا في تسميتها الحدث الأكبر الذي ولد منه الزمان والمكان. وكنت من قبل لا اثق فى المسمى وأتنبأ بتغييره في المستقبل القريب, وقد استبدل بمصطلح "البج بانج" بمصطلح آخر جديد منذ عام 1980 أطلق عليه مسمى "التضخم الأعظم Big Inflation)). فهل يأتي على علماء الكون وقت يستخدمون كلمات النص القرآن بمفرداته فتق- رتق. إنني أعلم أن العلماء يستخدمون اليوم مصطلح فترة التضخم ليعبر عن برهة من الزمن لا تعدو جزءا من الثانية الأولى من عمر الكون , وهذا ما يشير إليه حرف الفاء فى قوله تعالى: "ففتقناهما" التى تفيد التعقيب السريع. وننبه العلماء في ضوء القرآن بأنه لا الانفجار الأعظم, ولا حقبة التضخم تعبر عن الحدث الفريد. بل في مقابلة الأول فإن فتق الرتق أحق أن يتبع, وفي مقابلة الثانية فإن "ففتقناهما" أولى بالاتباع.




الحقيقة الثانية :دخان السماء والبينية وظلمة السماء
The Second Principle: Dokhanesamaa and Darkness


يقول تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) (فصلت 11-12)
وجهان للإعجاز في الآية: تشير الآية السابقة إلى وجهين عظيمين من وجوه الإعجاز العلمي تجليا في عصر العلم. والوجهان هما إشارة القرآن إلى الأصل الدخاني للسماء والإشارة إلى تسجيل صدى قول السماوات والأرض " قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ". ويندرج تحت الآية إعجازان آخران يتعلقان بظلمة السماء وما بين السماء والأرض من خلق. وتلك الوجوه الأربعة تكون محور المبدأ الثانى الوارد في عنوان هذا المبحث: وفيما يلى تناول هذه الوجوه المعجزة من الناحية التفسيرية والعلمية .
وأبدأ بالمحور الأول:



أولاً: الأصل الدخاني للسماء:

1- مختصر تفسير الآية:
في الجلالين: استوى" قصد "إلى السماء وهي دخان" بخار مرتفع
في مختصرابن كثير: وَقَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَان" وَهُوَ بُخَار الْمَاء الْمُتَصَاعِد مِنْهُ حِين خُلِقَتْ الْأَرْض". "
في القرطبي: وَفِي قَوْله تَعَالَى لَهُمَا وَجْهَانِ" قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ": أَحَدهمَا أَنَّهُ قَوْل تُكُلِّمَ بِهِ, الثَّانِي أَنَّهَا قُدْرَة مِنْهُ ظَهَرَتْ لَهُمَا فَقَامَ مَقَام الْكَلَام فِي بُلُوغ الْمُرَاد ; ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ
في حين أن القرآن الكريم تحدث منذ ما يزيد على 1400 سنة عن الأصل الدخاني للسماء , فإن غبار مابين النجوم لم يكتشف إلا حينما صنع الألمان أجهزة كشف الغبار. واليوم ترسم خرائط للأوساط بين الكواكب والنجوم والمجرات (شكل: 2 ) .


إن الأقاليم بين النجوم كتلك التي في مجرة درب التبانة لهى أبعد كل البعد من أن تكون فارغة, بل هى في الحقيقة مملوءة بالغاز والغبار والمجالات المغناطيسية والجسيمات المشحونة. وتعرف تلك المناطق بالوسط البيننجمي (interstellar medium). ويشكل الغاز 99% من ذلك الوسط , بينما يمثل الغبار ال 1% المتبقية. وتبلغ الكتلة الكلية للغاز والغبار 15% من كتلة مجرة درب اللبانة. ويمثل الأيدروجين 90% من وزن الغاز , والبقية ممثلة بغاز الهيليوم. ويظهر الغاز على شكل سحب باردة وأيدروجين مؤين. وتعد السحب المادة الخام لتكوين النجوم.
أما عن الغبار بين النجوم, فقد اكتشف العلماء أن عالمنا هو عالم ترابي ( (Our universe is a very dusty place. والغبار الكوني الحالي ليس سوى جزء متبقي من دخان السماء. وحتى الآن يحار العلماء في وصف حبيبات الغبار البيننجمي (بين النجوم). والغبار الكوني (Cosmic Dust) هو جسيمات تمثل تجمعات من جزيئات قليلة في الفضاء تصل أحجام حبيباتها إلى 1 من مائة من المليمتر. ويتميز الغبار على حسب مكان توزيعه في الفضاء؛ فهناك الغبار بين النجوم, وبين الكواكب والغبار الكوني, والغبار المحيط بالكواكب..إلخ. ويتكون الغبار من صفائح رقيقة أو جرافيت إبرى الشكل (كربون) وسليكات عصوية الشكل محاطة بماء متثلج. ولا يعرف العلماء حتى اليوم طبيعة وأصل الغبار بين النجوم.



شكل (2): غبار ما بين الكواكب (Courtesy of E.K., Münster, and Don Brownlee)



وحبيبات غبار ما بين النجوم في حالتها المثالية لا تزيد أحجامها على كسرمن الميكرون, وهي غير منتظمة الشكل وتتكون من الكربون والسليكات. وحينما يمتص الضوء بواسطة هذا الغبار تظهر مناطق كبيرة مظلمة في مجرتنا وفي المجرات الأخرى, وتسمى تلك السحب السدم السوداء مثل تلك التي تجاور سديم رأس الحصان(شكل 2). Interstellar) الإظلام
ورائع حقاً أن يقترح العالم جـ . مايو جرينبرج (J. Mayo Greenberg) نموذجاً أسماه نموذج الغبار الموحد (Unified dust model), يرى وفقاً له أن الغبار بين النجوم يعد مصدراً رئيسياً للمعلومات عن ولادة النجوم والكواكب والمذنبات. حيث تمثل سٌحٌب الغبار "السٌدٌم " بيوت حضانة نجمية, فيها تحجز حبيبات الغبار الإشعاع داخل السحب الغازية, وهذا يسهل انهيار تلك السحب وتشكيلها للنجوم. ومن الأصح أن يستخدم جرينبرج اللفظ القرآني" الدخان" بدلاً من الغبار البيننجمي (بين النجوم), خاصة أنه ذكرأن أكبر حببيبات الغبار تشبه " دخان السيجارة". وقد استنتج جرينبرج أن أصل مجرتنا درب التبانة غبار. ولن يعتبر الفلكيون بعد اليوم الغبار بين النجوم أمراً مزعجاً, بل مصدراً رئيسا للمعلومات عن ولادة النجوم والكواكب والمذنبات, وقد يكون حاملاً لدلالات عن أصل الحياة ذاتها. وهكذا تحكي لنا حبة الغبار قصة تاريخ السماء .



ثانياً: صدى "أَتَيْنَا طَائِعِينَ":

كيف تكلمت السماء والأرض؟ تأتى الإجابة على لسان عالم الفلك Mark Whittle في جامعة فرجينيا. الذي قام بتحليل إشعاع خلفية الكون(Cosmic Microwave Background radiation (CMB) التي ولدت في ال 400,000 سنة الأولى في عمر الكون بعد حادث "الانفجار الأعظم". يقول هذا العالم أنه مندهش من أنه لم يصل أحد من قبله إلى كشف السر الذي توصل إليه. وقد توصل مارك هويتل إلى أن آخر سجلات التموجات (Ripples) المصاحبة لإشعاع خلفية الكون التي تأتى مباشرة بعد التضخم الأعظم (Big Inflation) تشبه الأمواج الصوتية المنسابة عبر الكون. إن هذه التموجات (Subtle Ripples) تعكس تأرجحات في كثافة مادة الكون الأولية ناشئة من أمواج صوتية, وقد بلغ عرض تلك الموجات 30,000 سنة ضوئية, و55 أوكتاف تحت ما يمكن للبشر سماعه..


وحينما تم استيضاح هذه الموجات أمكن سماع ضجيج مخاض الكون (the cry from the birth of the cosmos can be heard)
. وأنا بدوري أقول إن هذا الصراخ ما هو إلا الصوت المصاحب لفتق الرتق وصدى قول السماوات والأرض بالطاعة لأمر الله
(( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)) . وهذا هو النص باللغة الإنجليزية الذي ترجم فحواه.


Mark Whittle of the University of Virginia has analyzed the so-called cosmic background radiation that was born 400,000 years after the Big Bang. He said: "I was a little surprised that someone had not done it before. He took the latest data about the Cosmic Microwave Background radiation (CMB) which comes from an era just after the Big Bang. Ripples in the radiation are like sound waves bouncing through the cosmos. Over the first million years the music of the cosmos changed from a bright major chord to a somber minor one. They show ripples in the CMB which are subtle variations in the density of matter which can, in one sense, be thought of as sound waves. These cosmic sound waves are 30,000 light-years wide and are 55 octaves below what humans can hear. But when they are shifted to regions of the audible spectrum, the cry from the birth of the cosmos can be heard.



ثالثاً: المادة المعتمة(Dark matter):


ظلمات الكون: وردت كلمة "ظلمات" في القرآن الكريم 23 مرة. وتشير الكلمة إلى معان معنوية متعلقة بالضلالة في كثير من المواضع, كما تشير إلى معان حسية ترتبط بظلمات السماء, وظلمات الأرض, وظلمات البحر اللجي, وظلمات البر والبحر, وظلمات متراكبة, وظلمات بطن الحوت الذي التقم نبي الله يونس عليه السلام, وظلمات الخلق في بطون الأمهات. وحينما يقترن ذكر الظلمات والنور نجد أن الظلمات تأتى بصيغة الجمع بينما يأتي النور بصيغة الإفراد, وأيضا تتقدم الظلمات على النور. ويعنينا هنا الأيات التي تتحدث عن ظلمات الكون والتي يمكن ذكرها على النحو الآتي:

1- الظلمات على إطلاقها في قوله تعالى:
((الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)) (الأنعام:1).
2- ظلمات من السحاب في قوله تعالى:
((أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ)) (البقرة:29).
3-ظلمات الأرض في قوله تعالى:
((وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(( (الأنعام:59).
4- ظلمات البر والبحر كما في قوله تعالى:
((أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (النمل:63).
5- ظلمات البحر في قوله تعالى:
((أوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)) (النور:40).

المعالجة العلمية: تسبح الطيور في جو السماء, وتسبح كائنات البحار في الماء, وتسبح كائنات الأرض معها حول الشمس .وتسبح جميع أجرام السماء في وسط لا نبصره. ويسود الاعتقاد بين علماء الفلك بأن ذلك الوسط يتكون من مادة مرئية, وطاقة ومادة غريبتين أطلقوا عليهما الطاقة السوداء أو المعتمة والمادة السوداء أو المعتمة. هي شىء ما هناك في مكان ما. ولو استطعنا رؤية المادة المعتمة لبدت مجرة درب اللبانة مكانا مختلفا تماماً؛ حيث يبدو قرصها ملتفاً بضباب كثيف من جسيمات تلك المادة المعتمة.


ومن العجيب أن علماء الفلك يؤكدون على أن النجوم ومجراتها وأسوارها الأعظمية وأجرام السماء على اختلافها لا تمثل سوى 1% من كتلة الكون. وأن الغاز الكوني مع أشكال المادة العادية تمثل أقل من 5%. ومعرفة طبيعة كتلة الكون المتبقية والتي تبلغ 95 % معلق على رصد تلك المادة المعتمة. ويطلق العلماء على الجسيم المكون لتلك المادة النيوترالينوNeutralino. وليس ذلك الجسيم أبيبا (بروتونا) ولا كهربا (إلكترونا) ولا المتعادل (النيترون) ولا الجسيم الخفيف الحر الطليق (النيوترينو). ولكن ذلك "الساحر الأسود" ما هو إلا جسيم بارد ثقيل مستقر, لا شحنة له, إنه جسيم شديد التحفظ عزوف عن التصادم, ومن ثم تسبح في مادته كل الأجرام. والنيوترالينوهات متجانسة فائقة التناظر.

وتسبح الشمس في المادة المعتمة بسرعة 220 كيلومتر في الثانية قاطرة معها أفراد أسرتها كريشة في مهب الريح. وهذه المادة وفيرة جداً في الكون؛ حتى أن العلماء يقدرون بليوناً من جسيماتها متدفقاً عبر كل متر مربع في الثانية الواحدة. ولن نجد تعبيراً أدق من وصف القرآن لها [إنها الوسط الذي يسبح فيه كل شىء ((كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))(الأنبياء:33) . ولم يكن الوصف القرآني سابقاً على اكتشاف تلك المادة فقط؛ بل مخبراً بوجودها, علماً بأن العلماء لم يتمكنوا من رصدها حتى هذه اللحظة. وسبحانه وتعالى يقسم بما يشاء, سواء أبصرناه أو لم نبصره, يقول تعالى: ( فلا أفسم بما تبصرون * وما لا تبصرون* إنه لقول رسول كريم)(الحاقة:38-40).

كيف سترصد الماد المعتمة؟ لم تر تلك المادة حتى الآن لسببين؛ لأنه لم يكتشف أثرها في المادة المعتمة, أو بسبب الضجيج (التشويش) الناجم عن النشاط الإشعاعي الطبيعى والأشعة الكونية. ويعتمد رصد المادة المعتمة على رصد النبضات الضوئية والحرارية الناتجة من اصطدام مكوناتها مع أنوية المادة العادية. ويترقب العلماء الكشف عن التأثير الضوئي والحراري الناتج بفعل مرور جسيمات المادة المعتمة في المادة العادية. ويتم ذلك عن طريق كشافات التلألؤ الضوئي والكشافات فائقة التبريد. وللتغلب على ضجيج الأشعة الكونية المربكة؛ توضع الكشافات في أماكن عميقة تحت سطح الأرض بعد تغليفها بدروع خاصة, بجانب تنقية مادة الكشافات لخفض التلوث الإشعاعي.
وإنني ألمح الكثير من الإشارات القرآنية تشير إلى وجود تلك المادة المعتمة, منها:



1- إشارة القرآن إلى سباحة الأجرام , حيث أن السباحة تحتاج إلى وسط يسبح فيه. ((كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) (الأنبياء:33).
2- إشارة القرآن إلى خلق مابين السماوات والأرض في قرابة عشرين موضعاً. وأحسب أن أسرار ((وما بينهما)) التي ترد في القرآن في معرض خلق السماوات ستكون الشغل الشاغل لعلماء الفلك والكونيات في الخمسين سنة المقبلة.
3- القسم القرآني بما لا نبصر: ((َ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ *وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)) (الحاقة:38-39).
إن كشف المادة السوداء يعتمد على التأثير الناتج من لقاء المادة المظلمة مع المادة العادية بعد إزالة الضجيج الكوني, ويا حبذا لو كان الملتقى تحت الثرى. وأحسب والله أعلم أن اللقاء قد حدث فعلاً في أقدس مكانين على الأرض عند الكعبة المشرفة بمكة أم القرى, وفي الروضة الشريفة عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنور. فقد أظهرت الصور الحديثة للأرض التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حيث بدت الأرض مظلمة إلا في بقعتين منيرتين هما الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف. إن بعض جسيمات نور جسد الرسول صلى الله عليه وسلم المسجى تحت الثرى في قبره ربما قد تآزرت مع جسيمات المادة المعتمة فنتج عنها ومضات ضوئية أضاءت صورة الأرض المظلمة.



رابعاً: ظلمة الكون:

أولاً-السبق القرآني: تشير آيات القرآن إلى ظاهرة ظلام الكون التي لم يكتشفها العلم إلا مع غزو الإنسان للفضاء في نهاية الستينات من القرن العشرين. وتلك الآيات هى قول الحق تعالى:
1-(( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(( (الأنعام:96).
2-((وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ *لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ)) (الحجر:14-15).
3-((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)) (يس:37).
4- ((أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا *رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)) (النازعات:27-29).
5- ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)) (يونس:67 ).
ثانيا- الإعجاز العلمي القرآني في ظلمة الكون أصابت الدهشة رواد الفضاء من عدم الإبصار في أجواز الفضاء؛ وذلك بسبب الظلام الذي يحيط بجميع الأجرام السماوية من نجوم وكواكب وأقمار تسبح وسط هذا الظلام الشامل. وهذا مشهد جديد في السماء لم يألفه الإنسان في جو الأرض. وحينما انطلق رواد الفضاء في غلاف الأرض المضيء, ماهي إلا ثوان معدودات حينما اخترقوا الفضاء حتى وجدوا تلك القشرة المنيرة من الغلاف الجوي تتحول تدريجيا من اللون الأزرق الفاتح لقبة السماء إلى اللون الفيروزي ثم الأزرق الغامق ثم البنفسجي وتصبح حالكة السواد على ارتفاع حوالي مائتي كيلومتر من سطح البحر. ويحدث هذا مع وجود الشمس التي تمثل السراج الوهاج. وهنا يتبين وجه الإعجاز في قوله تعالى: ((لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا)) حيث لا تبصر العين في وجود الظلام الحالك. ثم إن الجزء المضيء من غلاف الأرض والذي لا يتعدى المائتي كيلومتر لو قسم على المسافة بيننا وبين الشمس والمقدرة بحوالي 150 مليون كيلومتر لم تكن نسبة الجزء المنير إلى الآخر المظلم شيئا مذكوراً. ويعبر عن ذلك بالفعل(نسلخ) في قوله تعالى: -
((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)).

حقا إن الغلاف المضيء للأرض سلخة في ظلام الكون. ولكن كيف يخرج النهار المضيء من ليل السماء الغطش. والحقيقة أن ضوء الشمس يسافر في الفضاء دون أن يرى لانعدام التبعثر أو التشتت الضوئي, نظراً لتخلخل الجو وعدم احتوائه على الذرات الكافية لإحداث الانعكاس والتشتت للأشعة بالدرجة التي تجعلنا ندرك النور غير المباشر الذي نشعر به فقط في جو الأرض. وهنا يتجلى إعجاز قرآني آخر في ((وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا)) في قوله تعالى- ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ))؛ حيث يمثل الذر عيون النهار التي تبصر ضوء الشمس.




الحقيقة الثالثة: إتساع السماء
The Third Principle: The "Etsaessamaa
(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات-47)


مختصر التفسير:
مختصر تفسير ابن كثير: يَقُول تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى خَلْق الْعَالَم الْعُلْوِيّ وَالسُّفْلِيّ" وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا " أَيْ جَعَلْنَاهَا سَقْفًا مَحْفُوظًا رَفِيعًا " بِأَيْدٍ " أَيْ بِقُوَّةٍ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالثَّوْرِيّ وَغَيْر وَاحِد " وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " أَيْ قَدْ وَسَّعْنَا أَرْجَاءَهَا وَرَفَعْنَاهَا بِغَيْرِ عَمَد حَتَّى اِسْتَقَلَّتْ كَمَا هِيَ.
تفسير الجلالين: وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ" بِقُوَّةٍ "وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" قَادِرُونَ يُقَال : آدَ الرَّجُل يَئِيد قَوِيَ وَأَوْسَعَ الرَّجُل : صَارَ ذَا سِعَة وَقُوَّة
تفسير الطبري: في تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: وَالسَّمَاء رَفَعْنَاهَا سَقْفًا بِقُوَّةٍ. عَنِ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } يَقُول: بِقُوَّةٍ. عَنْ مُجَاهِد, قَوْله: { بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. عَنْ مَنْصُور أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. عَنْ سُفْيَان {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. وَقَوْله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُون} يَقُول: لَذُو سَعَة بِخَلْقِهَا وَخَلْق مَا شِئْنَا أَنْ نَخْلُقَهُ وَقُدْرَة عَلَيْهِ. قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } قَالَ: أَوْسَعَهَا جَلَّ جَلَالُهُ.


ٍ"والكون" يتمدد بسرعات هائلة, فالمجرة التي تبعد عنا بنحو 650 مليون سنة ضوئية تبتعد عنا بسرعة 15000 كم في الثانيةالواحدة ، بينما تتراجع المجرات وأشباهها (الكوازرات) المتواجدة في أطراف الكون بسرعة تصل إلى 270 ألف كم في الثانية. حقاً, إنه توسع رهيب؛ ففي أقل من ثانية تتراجع المجرات التي تقع في أطراف الكون لمسافة تعدل عشرين ألف مرة قدر قطر الأرض.
وجوه الإعجاز العلمى في آية اتساع السماء:
بالآية أربع إشارات تمثل قضايا علمية خطيرة يسعى العلماء اليوم في سبر أغوارها اليوم وفي المستقبل. وتلك الإشارات نطرحها على علماء الكون والفلك على هيئة أسئلة أربعة:

1- ما هي حقيقة السماء؟
2-- ما الذي يتسع, الكون أم الفضاء أم السماء؟
3- هل السماء بناء, وما هي معالم ذلك البناء؟
4- ما هي القوى التي تربط بناء السماء؟
وسأعالج السؤال الأول في بند مستقل. وأبدأ بتناول السؤال الثاني أولاً:



أولاً: ما الذي يتسع, الكون أم الفضاء أم السماء؟

تمثل فكرة إتساع الكون قلب علم الكسمولوجيا. ففي عام 1929 أعلن إدون هابل (Edwin Hubble), أن مشاهداته عن المجرات خارج مجرة درب اللبانة قد أظهرت أن تلك المجرات كانت تتحرك بعيداً عنا بطريقة منتظمة بسرعات تتناسب طردياً مع المسافة بيننا وبينها. وأبعد المجرات عنا هي الأسرع هروباً. وقد لاحظ هبل أن الضوء الآتي من تلك المجرات يحيد بعيداً نحو النهاية الحمراء لطيف الضوء.
ماذا يعني هذا الاتساع؟ بمعنى هل حينما نقول إن المجرة متحركة بعيداً عنا هل يشير ذلك إلى حركة طبيعية مثل حركة الأرض في مدارها؟ أم نتكلم عن امتداد الفضاء بيننا وبين المجرة؟ والذي ينجم بالتالي على هيئة مجرة متحركة بعيداً عنا. وبعبارة أكثر وضوحاً حينما نقول إن الكون في اتساع فنحن نتكلم عن إتساع الفضاء ذاته. وهنا يظهر أن هابل أصاب الحقيقة ولكنه أخطأ في الصياغة. وأن التصحيحات العصرية لنظرية اتساع الكون(Theory of Expanding Universe) تجعلها تقترب من حقيقة النص القرآني. والحقيقة المبهرة أنه حتى مع تنقيحح النظرية بالقول أن الفضاء هو الذي يتسع, فإنها ستحتاج إلى تصحيح آخرلابد أن يأتي في النهاية متفقاً مع النص القرآن الذي يشير إلى أن السماء هي التي تتسع, وحينئذ ترقى النظرية لتصبح حقيقة (شكل4-5).


ومن قبل حينما كنت أقرأ في علم تأريخ الكون وأجد اتفاق علماء الكونيات والفلك على أن أعظم اكتشاف في علم الفلك هو اتساع الكون, وأن هبل قد نال عن ذلك الإكتشاف جائزة نوبل في العلوم, كنت أسائل نفسي لماذا بعد الكشف بقرابة السبعين سنة ما زال الكشف يوصف بأنه نظرية؟ وبعد تمعني في فهم النص القرآني علمت أن السماء هي التي تتسع وليس الكون مصداقاً لقوله تعالى : (("وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْد وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)). وهنا أهتف من قلبي حقاً القرآن يقود إلى العلم الصحيح, وبكلمات أكثر تحديداً؛ على العلم أن يثبت نفسه في القرآن بمعنى أن يتوافق مع القرآن, وليس العكس إطلاقاً.



شكل (4) لا الكون ولا الفراغ يتسعان, ولكن السماء تتسع باستمرار.


ويظل السؤال حائراً: لماذا يتسع الكون بمعدل متسارع؟


شكل(5): تصور لمراحل خلق الكون.




ثانياً: هل السماءبناء؟ وما هي معالم البناء؟

1- بناء السماء: تقع النجوم في تكتلات هائلة يفصل بينها فراغ شاسع (شكل:12). وتئز النجوم حول وسط المجرة الإهليجية كما يئز النحل حول خليته ومعظم هذه النجوم عتيقة جداً، وتنتظم النجوم في مجرات تمثل لبنات بناء السماء. تبعاً لنظام التصنيف الذي طوره هابل, ويمكن تقسيم المجرات بصورة عامة إلى ثلاثة أنواع رئيسية: إهليجية، وحلزونية، وغير منتظمة .. ويعتقد أن الثقوب السوداء الفائقة تقبع تقريبا في كل مجرة إهليجية أو حلزونية ذات انتفاخ.
2-مسح السماء وأسوار السماء الأعظمية: والمجرة مع ذلك لا تمثل لعلماء الكونيات سوى الوحدة الأساسية للمادة. وثمة بلايين من المجرات تملأ الكون الذي يبلغ نصف قطره قرابة 12 بليون سنة ضوئية، وهي تتجمع في حشود يبلغ قطرها ثلاثة ملايين، أو يزيد، من السنين الضوئية، وهذه الحشود تتجمع في بناء عظيم. وقد اكتشف مسح دقيق " سوراً عظيماً" من المجرات طوله 750 مليون سنة ضوئية، وعرضه أكثر من 250 مليون سنة ضوئية، وسمكه 20 مليون سنة ضوئية. ويجري الآن تخربط سور سلون العظيم والذي يمتد لمليار سنة ضوئية (شكل:6). ويوجد في الكون عدد هائل من تلك الأسوار الأعظيمة تحوي بينها فجوات ضخمة، إنها من معالم الجزء الثانى من الآية: " الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءاً".


شكل ( 6): خرائط كونية يظهر فيها سوران أعظميان في بناء السماء.( عن مجلة العلوم: قراءة مخططات نشوء الكون. ميشيل ستراوس_ العددان5/4-2004- ص.70).




ثالثاً: الشبكة الكونية والقسم القرآني: Cosmic Architecture: spider's web& Cosmic web

إذا أقسم الله على شيء فعلى أصحاب العقول أن يتدبروا الشيء المقسم عليه لأنه لابد أن يكون ذلك الشيء خطيراً. أما القسم هنا فهو قول الله تعالى: : " وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا "(الشمس: 5). ومن المؤكد أن حفظ الآية وتكرار ترديدها شيء عظيم, ولكن الأعظم من ذلك تدبر الآية. وقد أدهشني وأنا أكتب عن بناء السماء أمران: أولهما أنك حينما تبحث في شبكة المعلومات (Inter-net) وبمجرد أن تكتب المصطلح القرآني من مثل بناء السماء (Building Heaven) تطالعك أوراق علمية متخصصة عنوانها نفس المصطلح القرآني. ومن هنا استقر في عقلي أن قمة العلوم الكونية المكتشفة لا بد أن تستخدم مصطلحات القرآن ذات الصلة حتى وإن كان كتابها لم يعرفوا عن القرآن شيئاً.
أما الأمر الثاني فهو اكتشاف العلماء لما يسمى بالشبكة الكونية أو الشبكة العنكبوتية الكونية باعتبارها إحدى أهم معالم هندسة الكون (شكلك7).


فراغات وأسوار اكتشف بعضها اليوم, وسيكتشف غيرها غداً, وسيمعن الناس النظر في الكون بأعينهم مرة ومرتين, وسيبحر العلماء بعقولهم وعلمهم وأجهزتهم مرات ومرات على الفرغات أو على التراخى. ومن المؤكد أنهم سيجدون كوناً واسعاً متسعاً متناسقاً لا تفاوت فيه مصداقاً لقوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ) (الملك 3-4).



شكل (7):توزيع النجوم في سديم كراب





رابعاً: الاهتداء بالنجوم في مسح الزمكان :

النجم في القرآن الكريم يهتدى به، والنجم يهوي، والنجم يسجد، ومن النجم الطارق الثاقب, والخنس الكنس. وقد وردت في القرآن آيتان تشيران إلى الإهتداء بالنجم. وقد ذكر في القرآن أن النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. إلا أن ما أثار اهتمامي أن آية سورة النحل قد أشارت إلى الاهتداء بالنجوم دون أن تحدد وجهاً محدداً لتلك الهداية, حيث يقول تعالى: " وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ " ( النحل:16). وكنت على يقين من أن عدم تحديد نوع الهداية في تلك الآية لابد أن يكون وراءها سر ما. وتبين لي ذلك السر حينما علمت أن بعض أنواع النجوم يهتدى بها في مسح الزمكان (space – time ). وتستخدم المستعرات من النمط Ia كشمعات في مسح الزمان والمكان معاً. ويستعرق توهج هذه الكتلة النارية قرابة ثلاثة أسابيع تبلغ فيها سطوعها الأعظم, ثم يخبو هذا السطوع خلال شهر. ويمكن من مسح رقعة السماء بآلة التصوير الشاملة الضخمة (Big Through Camera) بصفة منتظمة للعثور على مستعر أعظم.


والآن أرجو منك تأمل آخر سطر في الفقرة التالية التي أنقلها حرفياً من المجلد 15 العدد 11/ نوفمبر 1999 من مجلة أمريكا للعلوم مع تدبر النص القرآني:" وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ " ( النحل: 16) قبل زمن طويل (يقدر بنحو خمسة بلايين سنة)، وفي مجرة قََصِيّة (يفصلها عنا 2000 ميجا بارسك*)، انفجر نجم ميت منذ أمد بعيد، مصدراً وميضاً أسطع من ضوء بليون شمس. وقد انتشر ضوؤه, وخلال عشر دقائق، في إحدى الليالي المظلمة من عام 1997, حط بضع مئات من الفوتونات التي انطلقت من هذا المستعر الأعظم (Supernovaٍٍ على مرآة مقراب (تلسكوب) في جمهورية تشيلي وعندئذ ولد حاسوب في الرصد صورة ضوئية ضعيفة على شاشة. ومع أن النظر إلى هذه الرقعة الباهتة لم يكن شيئاً مثيراً للإعجاب, فقد كان منظرها بالنسبة إلينا في منتهى الإثارة إذ إنها مثلت لنا منارة جديدة نهتدي بها في مسح الزمان والمكان(الزمكان).




سادساً: الأيدي وقوى بناء السماء:

ويقول تعالى: " اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ " ( الرعد : 2 ) .. ويقول أيضاً: " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ " ( لقمان : 10 ). وللمفسرين في قوله " بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا " قولان: أحدهما أنها مرفوعة بغير عمد ترونها. والثاني: لها عمد ولكنا لا نراها. والحقيقة أن السماوات ممسوكة ، وأن الذي يمسكها هو الله " وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " ( الحج : 65 ). يقول تعالى: ((إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً)) (فاطر: 41).
وعلماء الكون والفلك والرياضيات يبحثون عن الميزان الذي يوحد ويربط القوى الأربع المعروفة في كوننا. وتلك القوى هي:
1- القوى الكهرومغناطيسية :التي تربط الذرات بعضها ببعض مثل التي تربط ذرات الأكسجين بذرات الهيدروجين ليتكون الماء.
2- القوى النووية الضعيفة : التي تفكك وتحلل الجسيمات الأولية داخل الذرة، والمسؤولة عن التحلل الإشعاعي الذي يمد الأرض بالحرارة التي تحفظها من التجمد.
3- القوى النووية الشديدة : التي تربط الجسيمات من مثل البروتونات والنيترونات والكواركات داخل النواة.
4- القوى التثاقلية. والقوى الأخيرة أمرها عجيب؛ فهي التي تمسك الكون على الرغم من ضعفها حيث تبلغ 10-39 ( واحد مقسوماً على عشرة أمامها 39 صفراً) من القوة النووية. ويسعى علماء الأرض من أهل التخصص, إلى إيجاد معادلة توحد تلك القوى.


ويسعى العلماء للحصول على نظرية توصف توحيد القوى؛ وبالتالي توصيف القوى الموحدة السائدة قبل فتق الرتق مباشرة؛ تلك اللحظة التي قال الله فيها للسماوات والأرض كونا فكانتاً. وفي حالة توحيد القوى في المستقبل سيطرح هذا السؤال نفسه بشدة: من كان في الأصل وراء ذلك التوحيد؟ يأتينا الجواب في قوله تعالى:" بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ. يقول الأستاذ مارتن ريس ( Martin Rees ) حامل اللقب الشرفي (فلكي ملكي ) " فقد يكتشف الفيزيائيون ذات يوم نظرية موحدة تحكم الواقع الفيزيائي بكامله، غير أنهم لن يكونوا قادرين على الإطلاق على إخبارنا عن الشيء الذي ينفخ الروح في معادلاتهم، وما الذي يجعلها أمراً واقعاً في كون حقيقي".( 2 )




الحقيقة الرابعة: مراحل تطور خلق الكون في القرآن الكريم
The Fourth Principle: Consequence of Cosmos Development:


آيات بينات:
يقول تعالى: ((قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِين* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )) (فصلت9-12)
يمثل تحديد عمر الكون حجر الزاوية في علم التأريخ الكوني(الكسمولوجيا:Cosmology), وهو في الحقيقة معضلة كبرى تثير خيال العلماء والفلاسفة على حد سواء. ويحدد عمر الكون باستخدام المداخل الرياضية, والفيزياء النظرية والفلكية. وتشير الأيات إلى ثلاث مراحل لا رابعة لهن:


أولاً- مرحلة خلق الأرض في يومين.
ثانياً- مرحلة جعل الرواسي والبركة في الأرض وتقدير أقواتها في يومين.
ثالثاً- مرحلة قضاء سبع سماوات من الدخان في يومين.

ووفقا للآيات السابقات فإن مراحل خلق السماوات والأرض ثلاثة متساوية في الزمن, كل مرحلة استغرقت يومين. ومرحلة ابتداء خلق الأرض من العدم, وأيضاً مرحلة تسوية السماوات السبع لا يمكن للعلماء رؤية شواهدهما مباشرة, وهذا شيء صعب حقيقة وليس يسيرا. ولكن رب العالمين قد ترك في الأرض علامات تدل على مرحلة من المراحل الثلاثة السابق ذكرها وهي التي أشار إليها القرآن في قوله تعالى: (( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ)). وعلم تلك المرحلة يعرفه علماء الجيولوجيا بكثير من التفصيل. وقد بدأت تلك المرحلة منذ بدأ تكوين أقدم الرواسي أى جبال الأرض, وما زالت تلك المرحلة مستمرة حتى اليوم. إنها ببساطة شديدة تستغرق فترة التاريخ الجيولوجى للأرض منذ أن تصلبت قشرتها حتى يومنا هذا.


والفكرة في تقدير عمر الأرض ببساطة تعتمد على معرفة تقدير عمر أقدم الرواسى والتي تمثل مرحلة من المراحل المتساوية الثلاثة. ومن ثم نضرب الرقم المقدر في ثلاثة لنحصل على عمر الكون. ومن المعروف لدى المتخصصين في علم الأرض أن الرواسي تحتوى على أقدم صخور قشرة الأرض, وأنها تمثل الأساس الذي أقيمت عليه عجائب الأرض. وقد استخدمت حديثاً بلورات معدن الزيركون التي جمعت من غرب استراليا في تقدير أقدم أعمار صخور الرواسى. وتم تقدير هذا العمر ب 4,4 بليون سنة. وبناء على ذلك فإن أقل عمر للأرض هو 4.4X3==13.2بليون سنة+عمر فترة ما قبل التاريخ الجيولوجي والمقدرة بحوالى 0.8 بليون سنة.
إذن عمر الكون في ضوء عمر أقدم الرواسي المقدرة اليوم=13.2+3×0.2=13.6 بليون سنة, بمعنى ثلاثة أضعاف عمر الأرض. والآن نقارن القيمة المقدرة علمياً الواردة بالنص التالي:


How old is the Universe?
Until recently, astronomers estimated that the Big Bang occurred between 12 and 14 billion years ago, but the most widely accepted age is around 15 billion years, or about three times older than the earth. Astronomers continue to refine their estimates as new observations produce new data. Astronomers estimate the age of the universe in two ways: 1) by looking for the oldest stars; and 2) by measuring the rate of expansion of the universe and the expansion rate tell them how long the galaxies have been traveling since the big bang, and thus provide a rough age for the Universe.




الحقيقة الخامسة: تعريف السماء فى القرآن
The Fifth Principle: Definition of Heavens

من الرائع حقا أن ينفرد القرآن بتحديد خصائص السماء, فى الوقت الذى يصعب على العلماء المتخصصين فى علوم الكون والفلك الإجابة على سؤال بسيط هو: ما هي السماوات؟ . ونؤكد على حقيقة أن معاني السماء فى القرآن تفتح آفاقا جديدة فى علوم الكون والفلك. ونعرض هنا بإيجاز إلى الخصائص العامة للسماء والصفات ذات الصبغة العلمية: وسوف أقصر الحديث على المعانى العلمية للسماء.
هل يستطيع علماء الفلك أوالكون إخبارنا بحقائق السماء التي وردت فى القرآن؟ ربما يكون متاحا فى ضوء العلم الحديث معرفة بعض خصائص السماء, إلا أنه تظل أشياء غائبة. وما أحاوله هنا ما هو إلاشارة لبعض أسرار السماء التى ذكرت فى القرآن عسى أن تفتح للعلماء آفاقا جديدة عن السماء. وفيما يلى ذكر تلك الصفات:


1- السماوات سبع:
• (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة29
2- السماوات سبع طرائق.
• (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) المؤمنون17
3- وجود سبع أراضين.
• (للَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) الطلاق12
4-السماء سبع شداد.
• (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) النبأ12
5-في السماء معارج.
• (مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) المعارج3
6- للسماء بناء
• (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة22
• (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) غافر 64
• (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) النازعات:27- 28
• (وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا) الشمس5



الحقيقة السادسة: حبك السماء
The Sixth Principle: "Hobbok" (Subtle ripples) of the heaven:
{وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ }الذاريات7

حبك السماء سر الكون:

(( قد يستطيع العلماء قريباً إلقاء نظرة خاطفة على بدايات الكون، وذلك بدراسة التموجات الدقيقة (Subtle ripples ) التي تحدثها موجات تثاقلية (شكل: 9). وأصبحت تلك التموجات الوسيلة لفك رموز علم الكون)).(عن مجلة علوم أمريكا) .

Scientists may soon glimpse the universe's beginnings by studying the subtle ripples made by gravitational waves
أدركت أن وراء القسم بحبك السماء سر عظيم, وتأكد لدي هذا الإدراك بعد أن وجدت التطابق بين آراء علماء الكون عن تموجات خلفية الكون وأراء المفسرين عن حبك السماء.


خلاصة أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ } الذاريات
الحبك: قَالَ الضَّحَّاك: ذَات الطَّرَائِق; يُقَال لِمَا تَرَاهُ فِي الْمَاء وَالرَّمْل إِذَا أَصَابَتْهُ الرِّيح حُبُك. وَنَحْوه قَوْل الْفَرَّاء قَالَ: الْحُبُك تَكَسُّر كُلّ شَيْء كَالرَّمْلِ إِذَا مَرَّتْ بِهِ الرِّيح السَّاكِنَة، وَالْمَاء الْقَائِم إِذَا مَرَّتْ بِهِ الرِّيح, وَدِرْع الْحَدِيد لَهَا حُبُك, وَالشَّعْرَة الْجَعْدَة تَكَسُّرهَا حُبُك. وَفِي حَدِيث الدَّجَّال: أَنَّ شَعْره حُبُك.
قَالَ زُهَيْر :
مُكَلَّل بِأُصُولِ النَّجْم تَنْسِجهُ رِيح خَرِيق لِضَاحِي مَائِهِ حُبُكُ... وَلَكِنَّهَا تَبْعُد مِنْ الْعِبَاد فَلَا يَرَوْنَهَا
وقال الضحّاك‏:‏ الرمل والزرع إذا ضربته الريح فينسج, ذات الجمال والبهاء والحسن والاستواء، وهو قول مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير بعضه بعضاً طرائق طرائق، فذلك الحبك.
وعن أبي صالح ‏{‏ذات الحبك‏}‏ الشدة.
وقال خصيف ‏{‏ذات الحبك‏}‏ ذات الصفاقة.
وقال الحسن البصري‏:‏ ‏{‏ذات الحبك‏}‏ حبكت بالنجوم. وقال عبد اللّه بن عمرو ‏{‏والسماء ذات الحبك‏}‏ يعني السماء السابعة. وكل هذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد وهو الحسن والبهاء، كما قال ابن عباس رضي اللّه عنهما فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة، شديدة البناء، متسعة الأرجاء، أنيقة البهاء، مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات، موشحة بالكواكب الزاهرات‏.‏ الحبك جمع الحباك ، كالكتب جمع كتاب، تستعمل تارة في الطرائق، كالطرائق التي ترى في السماء، وأُخرى في الشعر المجعد، وثالثة في حسن أثر الصنعة في الشيء واستوائه.

قال الراغب: (والسَّماء ذات الحبك) أي ذات الطرائق، فمن الناس من تصور منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرة. ولعلّ المراد منه هو المعنى الاَوّل أي السماء ذات الطرائق المختلفة، ويوَيده جواب القسم، وهو اختلاف الناس وتشتت طرائقهم، كما في قوله: (إنّكم لفي قول مختلف) ،و ربما يحتمل أنّ المراد هو المعنى الثالث أي أقسم بالسماء ذات الحسن والزينة، نظير قوله تعالى: (إِنّا زَيَّنا السَّماءَ الدُّنيا بزِينةٍ الكَواكِب) ولكنه لا يناسبه الجواب، إذ لا يصحّ أن يحلف حالف بالاَمواج الجميلة التي ترتسم بالسحب أو بالمجرّات العظيمة التي تبدو كأنّها تجاعيد الشعر على صفحة السماء، ثمّ يقول: (إِنّكم لفي قول مختلف)، أي إنّكم متناقضون في الكلام.
اكتشاف حبك السماء:
في عام 1993, رصد القمر الصناعي كوب (COBE Satellite) تموجات دقيقة في إشعاع خلفية الكون, وتلك التموجات تمثل بقايا السجلات القديم الدالة على عدم انتظام المادة الأصلية عند ولادة الكون. وقد تم تكبير تلك التموجات خلال السنين العشر الأخيرة من تاريخ الكون بفعل جاذبية المادة المعتمة. ويعتقد أن تلك التذبذبات الهينة هى المسؤولة عن نشأة بنيات عديدة غنية تظهر اليوم في مسح المجرات.
ولا يسعني إلا أن أسجل فخري واعتزازي بعلم بعض مفسري القرآن الكريم بعد أن جاء من بعدهم من علماء الكون والفلك بمئات السنين ليرددوا حرفياً ما قالوه. إن هولاء المفسرين العلماء قالوا كما أسلفت عن تفسير الْحُبُك: أنها تَكَسُّر كُلّ شَيْء كَالرَّمْلِ إِذَا مَرَّتْ بِهِ الرِّيح السَّاكِنَة, وَالْمَاء الْقَائِم إِذَا مَرَّتْ بِهِ الرِّيح, وَدِرْع الْحَدِيد لَهَا حُبُك, وَالشَّعْرَة الْجَعْدَة تَكَسُّرهَا حُبُك. ولننظر إلى التوافق العجيب بين قولهم وقول العلماء في وصف تذبذبات خلفية الكون (Subtle ripples) بأنها تشبه الأمواج الناتجة من جراء إلقاء حصاة في حمام سباحة, وتلك نص مقالتهم باللغة الإنجليزية:
(("subtle ripples" detected nowadays in the sky; they said that they are similar to sending out waves very much like the ripples in a pond when you throw in a pebble,")).
ورحم الله البعض من المفسرين الذين استبعدو أن يحلف حالف بالأمواج الجميلة التي ترتسم بالسحب أو بالمجرّات العظيمة التي تبدو كأنّها تجاعيد الشعر على صفحة السماء. ولكن العلماء الأمريكان يقولون: (( قد يستطيع العلماء قريباً إلقاء نظرة خاطفة على بدايات الكون، وذلك بدراسة التموجات الدقيقة (Subtle ripples ) التي تحدثها موجات تثاقلية (شكل:8-9). وأصبحت تلك التموجات الوسيلة لفك رموز علم الكون)). وما التموجات الدقيقة تلك إلا مفتاح من مفاتح حبك السماء. وحينما نقارن خرائط السماء التي ترسم بالموجات السابق ذكرها ندرك عظمة قول المفسرين عن الحبك في قولهم الحبك جمع الحباك ، كالكتب جمع كتاب، تستعمل تارة في الطرائق، كالطرائق التي ترى في السماء، وأُخرى في الشعر المجعد، وثالثة في حسن أثر الصنعة في الشيء واستوائه.




شكل(8): تترك البقايا المحفوظة في الإشعاع االناتجة عن موجات جاذبية فترة التضخم الأعظم بصمات واضحة في موجات سى إم بي (أنظر النص الأجنبى).(عن كالدويل و كاميونكوفسكى. أصداء من الانفجار الأعظم. مجلة العلوم-المجلد17-العدد 10-2001- ص.37).





RELIC IN THE RADIATION Inflationary gravitational waves would have left a distinctive imprint on the CMB. The diagram here depicts the simulated temperature variations and polarization patterns that would result from the distor Ripples at the Edge of the UniverseThe Cosmic Background Explorer satellite was launched twenty five years after the discovery of the microwave background radiation in 1964. In spectacular fashion in 1992, the COBE team announces that they had discovered `ripples at the edge of the universe', that is, the first sign of primordial fluctuations at 100,000 years after the Big Bang. These are the imprint of the seeds of galaxy formation.


والتموجات الدقيقة, هي تذبذبات طفيفة في إشعاعات خلفية الكون الميكرويفية, التي تتسلل بحذق في الكون كما تشير إلى ذلك الكلمة الإنجليزية (subtle ripples) . هذا وقد اكتشفت موجات CMB سنة 1965 عن طريق مركب الفضاء كوب ( COBE). ويرى العلماء أنها تولدت من موجات جاذبية عاتية تراوح طولها الموجي من واحد سنتيمتر حتى 1023 (واحد أمامه 23 صفراً ) كيلو متر أثناء التضخم الكوني ( التضخم يعبر عنه بلغة القرآن كلمة " ففتقناهما "). وقد سادت تلك الموجات العاتية الكون قرابة نصف مليون سنة بعد لحظة الانفجار الأعظم (شكل:9). وقد أحدثت تلك الموجات العاتية للثقالة (للجاذبية) تشوهات في مادة الكون الأولى (الحساء الكوني ), أدت إلى تكوين بنيات كبيرة الحجوم من المجرات وحشود المجرات الموجودة في عالمنا الحالي.
هذا كشف قرآني عجيب, لعل من يحققه عند أو بعد طبع تلك الكلمات بقليل يحصل على جائزة نوبل لاكتشافه حبك السماء. ومن يرجع إلى كتب التفسيرسيجد أن الحبك في قوله تعالى وهو يقسم: وذات الشدة، وذات المجرة، فكما ذكر فإن بُنْيات السماء أصلها التموجات. ولفظ الحبك لفظ جامع وشامل لكل تموجات السماء. والخلاصة أن هذا فتح علماً نقدمه للعلماء ليعلموا أن الذي أقسم بالسماء "ذات الحبك " هو الحق المبين.





شكل (9): تموجات السماء بين نظرية العلو وحقيقة حبك السماء القرآنية.(عن كالدويل و كاميونكوفسكى. أصداء من الانفجار الأعظم. مجلة العلوم-المجلد17-العدد 10-2001- ص.36)


وفي هذا المقام أسوق الترجمة بجانب النص الأصلي المكتوب باللغة الإنجليزية:
((المجرات سواء منها الكبيرة والصغيرة ما هى إلا نقاط في الكون. وترتب تلك المجرات أنفسها في سلاسل عريضة تمتد عبر مئات الملايين من السنين الضوئية. وما بيتنا درب التبانة سوى حبة في سلسلة مجرية تسمى التجمع الفائق المحلي. ووراء ذلك الحشد تقع حشود أخرى تنتظم عبر فراغ مثلما ينتظم شبكة بيت العنكبوت (شكل:10). ومن المثير حقاً أن هذا النظام الكوني يمكن تتبع أصوله وراء حتى بداية الكون. وهكذا يبدو الكون كما نراه اليوم عظيماً تنتظمه سلاسل طويلة من المجرات تحيط بفراغات عظيمة.
وقد نشر في مجلة أمريكا للعلوم (يونيو-1999) أن العالم ستيفي لاندى قد وجد أن المسافات في تلك الشبكة محددة بدقة (أنظر إلى النص الأجنبي)

Cosmic Architecture: spider's web


Galaxies large and small dot the cosmos. They arrange themselves into vast chains that can stretch across hundreds of millions of light-years. Our home galaxy, the Milky Way, is a link in one galactic chain, called the Local Super cluster. Beyond this super cluster lie others, strung across the void like the strands of a spider's web. This cosmic architecture can trace its heritage back to the beginning of the universe itself. The universe became much as we see it today: a cosmos crisscrossed by long chains of galaxies encircling gigantic voids.


"cosmologic web":


Stephen Landy, Scientific American, June, 1999 find that typical spacing between stars in galaxies are of order 1 pc, large galaxies have diameters of 100 kpc, and are separated in groups and clusters by distances of order 1 Mpc. Clusters have dimensions of order 1-10 Mpc, and are separated by similar distance scales, super clusters and voids occur on scales of 100 Mpc, and the largest structures yet observed extend over distances 150 Mpc.


لا تفاوت: عروة الحبك


يظهر توزيع المجرات نمطاً تكون فيه المسافة بين بعضها البعض500 مليون سنة ضوئية, وعلى الرغم من عدم وضوح ذلك النمط بحيث لا يرى بالعين المجردة, إلا أن الباحثين في مشروع مسح سولون الرقمي للسماء قد استخدموا بعض التقانات الرياضية في استخراج هذا النمط.


Other studies proved occurrence of ethereal pattern in the distribution of Galaxies. Galaxies have a very slight preference to be separated by 500 million light-years (3 billion-million-million miles) than other distances. This pattern is extremely weak; you would not be able to see it by eye. The SDSS researchers have used some mathematical techniques to extract this






شكل(10): سماء متسمة بالحبك. (في ماكس تيجمارك, قسم الطبيعة إم أي تى, مايو 2005, عن ماثز, لمسون, سبرينجر, كوفمان, هويت و ديكيل, 2001.



الحقيقة الثامنة :التسخير وليس "المبدأ الإنساني" أصل قرآني
The Eighth Principle: Principles of "Taskheer"
المبدأ الإنساني أصل إسلامي:

ما هو المبدأ الإنساني؟ أصحاب ذلك المبدأ يقسمونه إلي المبدأ الإنساني الضعيف والمبدأ الإنساني القوي. وهما صنوان لوجه واحد. والمبدأ الإنساني الضعيف "يقرر أنه في كون كبير أو لا متناه في المكان والزمان "مثل الكون الحالي" فإن الشروط الضرورية لنشأة حياة ذكية لايتم الوفاء بها إلا في مناطق معينة تكون محدودة الزمان والمكان. والكائنات الذكية في هذه المناطق ينبغي إذن ألا تفاجأ لو لاحظت أن موضعها في الكون يفي بالشروط الضرورية لوجودها. بمعني أبسط؛ الكون متناهي الأرجاء ولكن لاتوجد حياة عاقلة مثل الإنسان إلا في موضع واحد وهو الأرض. فلماذا كل هذا الكون الكبير؟ الإجابة لكي نعيش نحن البشر علي الأرض. وهذا هو ما يطلق عليه المبدأ الإنساني.








كون كبير مسخر لإنسان يعيش علي بقعة لا تعدو إلا أن تكون ذرة أو هباءة في ملكوت السماوات.
وقد لاحظ الفيزيائي براندون كارتر (Brandon Carter) أن الثوابت الفيزيائية يجب أن تعمل فى مدى ضيق لتفي بوجود حياة كالتى نعرفها. ولذا يبدو الكون ملائما لوجود الحياة. ويقول كارتر أن مرجع ذلك إلى "المصمم الأعظم" "The Great Desiner " الذى خلق كوننا (مع تحفظي على كلمة المصمم الأعظم لأنها ليست من أسماء الله الحسنى). ونظرا لتعقيد الماكينات المصممة فإننا نرى قوانين فيزيائية وبيولوجية وكيميائية. وربما يرى إنسان ما أن التصميم البيولوجى يمكن أن يتطور من خلال المحاولة والخطأ, ولكن كيف تكون الثوابت الفيزيائية مناسبة تماما لعمل الكون. فى الواقع يوجد كوكب واحد يحمل الحياة. وكما يقول ستيفن هوكنج: يبدو أن قيم أرقام حجم شحنة الإلكترون ونسبة كتلة البروتون إلي كتلة الإلكترون قد ضبطت ضبطا دقيقا جدا لتجعل نشأة الحياة ممكنة. فلو أن الشحنة الكهربائية للإلكترون كانت تختلف فقط اختلافا هينا؛ لما أمكن للنجوم أن تحرق الهيدروجين والهيليوم. أو أنها ما كانت بالتالي ستنفجر".


أما عن المبدأ الإنساني القوي فيري هوكنج أنه في حالة وجود أكوان غير هذا الكون,أو في حالة وجود مناطق مختلفة في كون واحد, فلربما تميز كل منها بقوانين علمية خاصة به, إلا أنه لن تنشأ حياة ذكية إلا في أكوان قليلة مثل كوننا. وبمعني أبسط أنه قد توجد حياة عاقلة في أكوان أخرى أو في مناطق أخرى من ذلك الكون.
والآن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد كما يقول الحق تبارك وتعالى؛ ليعلم أصحاب المبدأ الإنساني أن نصوص القرآن الكريم قررت ما يرددونه اليوم, حيث يقرر الحق تبارك وتعالى: أن ما في الارض مسخر للإنسان, وأن ما في الأرض والسماء مسخر للإنسان. وبالمعنى الواسع أن الكون كله بأرضه وسمائه مسخر لخدمة الخليفة وهو الإنسان. يقول الحق تعالي:

(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29)
وتتعدد آيات تسخير الله الكون بأسره للإنسان كما فى قوله تعالى:
• (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) لقمان20
• (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية13





الحقيقة التاسعة: الحياة خارج الأرض
The Ninth Principal: Extraterrestrial life

حينما يسعى الإنسان, حاليا وفي المستقبل, إلي غزو الفضاء في محاولة البحث عن حياة في السماء, سوف يجد القرآن أمامه دليلا له. نعم توجد حياة في السماء. توجد حياة في الأرض, وفي الأرض دواب. وفي السماء دواب. وعلى العلماء الباحثين عن حياة خارج الأرض, على المريخ مثلا أن يتدبروا قوله تعالى المسطر في القرآن منذ ما يزيد علي 1400 عام , حيث نقف أمام النص القرآني الخالد:
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }الشورى29".
تفسير الآية: ((وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ)) (29 الشورى)
ابن كثير: يَقُول تَعَالَى" وَمِنْ آيَاته " الدَّالَّة عَلَى عَظَمَته وَقُدْرَته الْعَظِيمَة وَسُلْطَانه الْقَاهِر " خَلْقُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَثَّ فِيهِمَا " أَيْ ذَرَأَ فِيهِمَا أَيْ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض " مِنْ دَابَّة " وَهَذَا يَشْمَل الْمَلَائِكَة وَالْإِنْس وَالْجِنّ وَسَائِر الْحَيَوَانَات عَلَى اِخْتِلَاف أَشْكَالهمْ وَأَلْوَانهمْ وَلُغَاتهمْ وَطِبَاعهمْ وَأَجْنَاسهمْ وَأَنْوَاعهمْ وَقَدْ فَرَّقَهُمْ فِي أَرْجَاء أَقْطَار السَّمَاوَات وَالْأَرْض " وَهُوَ " مَعَ هَذَا كُلّه " عَلَى جَمْعهمْ إِذَا يَشَاء قَدِير " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة يَجْمَع الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَسَائِر الْخَلَائِق فِي صَعِيد وَاحِد يَسْمَعهُمْ الدَّاعِي وَيَنْفُذهُمْ الْبَصَر فَيَحْكُم فِيهِمْ بِحُكْمِهِ الْعَدْل الْحَقّ .
الجلالين: "وَمِنْ آيَاته خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض" خَلْق "وَمَا بَثَّ" فَرَّقَ وَنَشَرَ "فِيهِمَا مِنْ دَابَّة" هِيَ مَا يَدِبّ عَلَى الْأَرْض مِنْ النَّاس وَغَيْرهمْ "وَهُوَ عَلَى جَمْعهمْ" لِلْحَشْرِ "إذَا يَشَاء قَدِير" فِي الضَّمِير تَغْلِيب الْعَاقِل عَلَى غَيْره"
الطبرى: يَعْنِي وَمَا فَرَّقَ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض مِنْ دَابَّة . عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّة } قَالَ : النَّاس وَالْمَلَائِكَة .
القرطبى: قَالَ مُجَاهِد : يَدْخُل فِي هَذَا الْمَلَائِكَة وَالنَّاس , وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : " وَيَخْلُق مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ النَّحْل : 8 ] . وَقَالَ الْفَرَّاء أَرَادَ مَا بَثَّ فِي الْأَرْض دُون السَّمَاء.
ويلاحظ من الآية أن :

1- الدواب بثها الله فى السماوات والأرض.
2- لم توصف الملائكة بأنها دواب فى القرآن الكريم.
3- مادة خلق الدواب غير مادة خلق الملائكة.
4- وجود حرف الواو فى الآية يعنى المغايرة.
5- مشيئة الله بجمع دواب الأرض والسماء يجب الا تحدد فقط بوقت يوم القيامة.
6- ليس فى الآية قرينة تقصر بث الدواب فى الأرض دون السماء. كما توجد آيات أخرى يفهم من إشاراتها عدم استبعاد حياة فى السماء


وأنا كمسلم أوقن بأن الله لم يفرط في الكتاب من شيء. وأرى أن قدرة الله على جمع ما يدب علي الأرض وما يدب في السماء لا يحدها زمان ولا مكان. وها نحن نتابع اليوم رحلات المريخ الاستكشافية بفضول شديد, كما تابعنا استكشاف الانسان للقمر والهبوط على سطحه. والإسلام لأنه دين العلم ودين الهدي, يدعو الناس الي ارتياد أجواء الفضاء طبقا عن طبق كما أسلفنا, والنفاذ من اقطار السماوات والأرض.




هل يوجد كواكب مثل الارض

وهنا أود أن أخلص إلى أن فكرة البحث عن حياة خارج الارض, لا يوجد مانع من القرآن من البحث فيها, بل العكس تماما هو ما تدعو اليه آيات القرآن حتى يتبين للناس آيات الله في السماء كما بدت لنا آياته في الارض. وعلينا أن نأخذ محاولات الإنسان لغزو الفضاء باعتبارها محاولة لكشف بعض أسرار الله في الكون. ثم ماذا لو غزا الإنسان المريخ واستعمره أو حتى غزا مجرة درب التبانة كاملا؟ سيجد أن ما استعمره في الكون لا يعدو سوى موضع قدم في مدينة عامرة. وذلك لأن ملك الله أوسع بكثير مما يتخيله الإنسان. إن الله بنى السماء بقدرته ويوسعها باستمرار. ولا يظن الإنسان الذي غزا القمر من قبل؛ وإن غزا المريخ اليوم, وإن تمكن من غزو المجرة كاملة في خلال ملايين السنين القادمة؛ لا يظن أنه يعجز رب العالمين {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }العنكبوت22. سبحانه وتعالى قادر علي الإنسان حيثما كان في الأرض وفي السماء.
ويبدو لى أنني قد خلصت إلي ثلاث اشارات كونية ذكرت في القرآن الكريم وهي:

أولاً: الاشارة الي وجود دواب في السماء.
ثانيا: الاشارة إلي ارتياد الفضاء
ثالثا: الإشارة إلي استعمار الفضاء, وحتى لو تم ذلك فالبشر غير معجزى الله.




آيات بينات:

إلى الباحثين عن وجود حياة خارج كوكب الأرض, نسوق للتدبر والتفكر الآيات التالية من كتاب الله العزيز:
• (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) الشورى.29
• (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُون) آل عمران83
• (ألَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) إبراهيم19
• (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُون) النحل49
• (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً) الإسراء55
• (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُون) النمل25
• (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ) الروم26
• (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) فاطر44
• (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) الرحمن29














المصدر من موقع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خبايا الكون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 
قسم الحوار والملتقى العام
 :: 
جناح االموضوعات الهامة
-
انتقل الى: