شتات روحي وحدية مع قلبي

سرت لا أدري الى اين اذهب ؟


سرت وأنا لا اعلم هويتى من اين جئت والى اين اذهب .


سرت بذلك الجسد المتهالك .


وقفت لبرهــه ،

لا أعلم لما سقــطــت على تلك الأرض المكسوة برمالها الحمراء الصلبة..


حاولت قدر المستطاع أن اقف ،


لــــكـــن ، لاأستطيع .



حاولت مرارا وتكرارا أن أتكئ على تلك الصخرة ،


فزحفت زحفا حتى وصلت إليها


تنهدت بقوة من شدة التعب


تعـــب ؟


وأي تعب سأجد كتعبي هذا ؟



لا أعلم لما سقطت تلك الدموع ؟


لا لا لا بل هي دماء بدل الدموع


جلست لبرهة أشكو الحال لنفسي


أحسست أني أريد أن أصرخ ،

أنفجر ، أتبعثر .

حقــقـــت تـلــك الامنــيـــة ،


لـــكـــن من سيسمعني ؟



من سيأتي ليأخذ بيدي ، يشد من أزري ؟


من سيأتي ليمسك بيدي ، ويوقف ذلك الجسد النحيل


على قدميه ويرميه في الاحضان ؟


من سيلج إلى أعماقي ، ويفهمني ؟


من .. من .. من ؟


آ آ آ آ آ آه


تنهدت بقوة


كرهت اسمي


لم أعد أحبــه .


لا أحد يعرف قيمة معناه


سأغير أسمي


من
( ؟ )



إلـى الروح


الروح


هذا يناسبني


الروح المختلفة


الروح الغامضة


الروح الحزينة


الروح السعيدة


الروح الغريبة



الروح الغريبـــــــــــــــــــ ــــــــــــــة



لم أعثر على من يفهم تلك الروح...


لم أعد أجد من يربت على ظهرها ، ويداوي تلك الروح..


لم أعد اجد من يمسح تلك الدموع الحمراء على خد تلك


الروح


لم أعثر على الصاحب ، والحبيب ، والمشاعر الحنونة .


لم .. ولم .. ولم .


إلى أين أذهـــب ؟


أين أرمي تلك الأحزان ؟

من يمحي تلك الذكريات الأليمة ؟


من سيـبـدل دموع الحزن والظلم إلى دموع الأفراح ؟


طأطأت برأسي والأسى يسكنني


وضعته على ركبتي الهزيلتين


بكيت بهدوء


ثم بقوة تكاد تزلزل أعماق جسدي ، وتهد كياني



ثم آهات


مسكت قلبي المسكين بيدي بقوة ، كاد أن يعتصر ويتمزق ويتهالك .


تأملني قلبي توسل إلي :


لم يا من اسكن بين جنبات ضلوعه ؟


ماذنبي ؟


أنا المسكين


سكتت برهه ، وتأملت ذلك القلب بصمت .


لم تمكث تلك الحاله لثوان ٍ حتى سقطت وأرخيت جسدى على الارض بأُعجوبة

تعب .. يأس .. ألم .. وأشياء كثيرة في أعماقى لا معنى لها ، إلا العذاب


جلس القلب المسكين بجانب الجسد يتأمله ، والصمت يلفه


رأى في ملامح وجهى


البراءة .



رأى خيوط الظلم في ملامحى


وجور الأصحاب والليالي ،


رأى نهاية العذاب على تلك الخدود الشاحبة .


الجفاف في ذلك الوجه كالليل البهيم


رأى قطرات الدموع على الوجنتين



دنى القلب إلى ذلك الوجه الحزين


مسح الدموع الحمراء اليائسة


فتحت عيني بأسى


ابتسم ذلك القلب لى قائلا :


يا اميرتي ، انهضي ، تأملي ما بداخلي



خذي العبرة مني


اعلم أن الحياة ليست لأحد


هيا انظري إلى أعماقي

تأملت ما بداخل القلب


فكان ظلاما

ظلام اليأس

ظلام الظلم

ظلام الحقد

ظلام الغيرة

ظلام كل ذي شـر


لكن لفت نظرى في زاوية من زوايا القلب



لؤلؤة بيضاء صغيرة براقة




سألته عن اللؤلؤة...

فأجابنى القلب :


أنه الامل .. الصبر .. الجهاد .. النور .. الحب .





اني أحارب الظلام من ذياك البريق المنبعث من لؤلؤة الحب .


نور الأمل .


فلتكوني مثلي يا اميرتي


لا تيأسي .. لا تيأسي .. لا تيأسي .



الأمل ينتظر بسمة منك ، والبسمة تنتظر قطرة حبك .


احتضنت القلب وقبلته


أدركت ، ان هناك من يدرك معاناتى، ويفهمنى .


من يؤازرنى عندما تتجهم الليالي


من يمسح تلك الدموع حين تمطر العيون لحن العذاب .



أدركت أن قلبى حيا ، حيا .


علمت أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.