عصفورة حرة
مؤسس المنتدى
الجنسيه : مشآرڪآتي : 1477 العمر : 42 العمل/الترفيه : ازرع جميل ولو في غير موضعه فالجميل جميل مهما طال الزمان فلن يحصده الا زارعه المزاج : عصبيه وحنينه وربينا يهديني بُـلاآآدٍيـے : عارض احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: أم الشهداء الاربعه الأربعاء 26 أغسطس 2009, 00:19 | |
| من يوم أن أحبت دين الله أخلصت له و دخلته راغبة فى جلال الله و جماله و لكن كيف صاغ الإسلام هذه المرأة الشاعرة و نزع من قلبها العبث و الهزل و أرشدها إلى الرجاء و الأمل و الرضا بالقضاء و القدر
تحولت هذه المرأة إلى امرأة مجاهدة صبور و شغلها حفظها لكتاب الله سبحانه و تعالى عن الشعر فما كانت تنشد الشعر بعد إسلامها إلا فى مناسبات خاصة و قليلة .
هذه المرأة التى يقولون أنها بألف رجل هى الخنساء بنت عمرو بن الشريد الأسلمية حضرت موقعة عظيمة حدثت فى عهد عمر بن الخطاب بين المسلمين و الفرس فى السنة الرابعة عشر من الهجرة و معها بنوها الأربعة فقالت لهم حين نادى سعد بن أبى وقاص بالجهاد - ولنستمع إليها جيداً و هى تقول - :
(( يا بنى قد أسلمتم طائعين و هاجرتم مختارين ووالله الذى لا اله الإ هو إنكم بنو رجل واحد ما خنت أباكم و لا فضحت خالكم و لا هجنت حيكم و لا غيرت فى نسبكم و قد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل فى حرب الكافرين و اعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية
يقول الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون " (آل عمران 200)
فإذا أصبحتم غداًإن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، و بالله مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها و اضطرمت لظى على سياقها و حلت ناراً على أوراقها و طيسها و جالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم و الكرامة فى دار الخلد و المقامة)) .
و معنى الخميس : الجيش سمى بذلك لأنه يتكون من مقدمه و مؤخره و قلب و ميمنة و ميسرة .
امرأة تقدم فلذات كبدها الأربعة إلى متون المعارك و قد أعانتهم بالقوة المادية و المعنوية لم تستثن احدهم ليكون عوناً لها فى الحياة و لكنها تحسن التوكل على خالقها و بارئها لا يعنيها إلا نصر الإسلام و المسلمين فى هذه المعركة غير المتكافئة فقد جاء أعداء الإسلام بالعدد و العدة التى لا تحصى و المسلمون لا يملكون إلا القليل من العتاد و لكن معهم إيمانهم بالله و هى تلقى بأولادها فى المعركة و لا تهاب العدد و العدة و كتب الله العلى القوى المتين للمسلمين النصر و على رأسهم سعد بن أبى وقاص فى هذه المعركة الفاصلة بل و قتل قائدهم رستم .
و بعد انجلاء المعركة عن نصر عظيم حققه جنود الله سألت الخنساء عن أولادها الأربعة فأخبروها أنهم قد استشهدوا جميعاً فى المعركة فتلقت الخبر بالصبر و الجلد و الرضا و احتسبتهم عند الله عز وجل و لم ترثهم كما كانت ترثى أخاها صخراً فى الجاهلية عندما قتل و قالت فى معنى شعرها و لولا ملامة الناس لقتت نفسى حزنا على صخر .
و لكنها قالت كلمات من نور تكتب بماء العيون قالت : (( الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم و أرجوا من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته ))
أى امرأة تلك و من أى طراز هذه الفدائية صاحبة التضحيات الجسام إن الإنسان إذا ابناً له يعيش متكدراً طيلة حياته فما بالها و قد مات أولادها الأربعة رحمة الله عليك أيها الأخت البارة و الأم المؤمنة تماضر بنت عمرو الأسلمية ." و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون . اولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون "
| |
|